1 السعادة الزوجية حلم جميل ولكن لن يتحقّق الأحد يناير 23, 2011 1:19 pm
شاوي حر
عضو متالققال: جميلة هي تلك الآمال التي يـُبديها البعض تجاه المستقبل وحلمهم بسعادة زوجية ووئام
.. ولكن هذا يبقى حلماً يتبدّد مع أوّل إشراقة شمس الواقع ..
قلت: كيف ذلك؟
قال: ما إن يحصل رباط الزواج وتبدأ حقيقة الطرف الآخر تتكشـّف ستجد أن السعادة الزوجية ليست سوى
رماد يتطاير عند أقل هبـّة من رياح!
قلت: ولم تفترض أن الطرف الآخر سيكون سيئاً؟ أولست تبغي أن تحوّل حلم السعادة الزوجيـّة إلى حقيقة؟ أيضاً الطرف الآخر يريد هذا،
فإن تعاونتما على ذلك صار الحلم حقيقة تعيشها .. أم أنـّك ترى انـّك الشخص الصادق الوحيد وكلّ طرف آخر ترتبط به
سوف يكون فاسداً ويجلب التعاسة لبيتك الزوجي؟
قال بعد تأمـّل مقتضب: قد يكون كلامك صحيحاً .. ولكن الأمر أحياناً يحصل بسبب الظروف المحيطة ..
فإن كان الزوج والزوجة صادقين في ذلك فإن الأهل قد يفسدونه .. وإن لم يكن الأهل فالأولاد
.. وإن لم يكن الأولاد فمن الظروف المحيطة كالفقر وغيرها من المصائب كالموت!
نظرت إلى كلماته وأنا أتعجـّب من مثل هذه الإفتراضات العجيبة .. وكأنـّه اطلع الغيب فوجد أنّ بني البشر لن تفارقهم التعاسة
.. قلت: إذا كان الرجل على خير ورزقه الله بزوجة طيـّبة، وأهلهم كانوا أهل فضلوا وأنجبوا أولاداً أنشأوهم على طاعة الله
وما يحبّ ويرضى .. فما الذي سيحول بينه وبين السعادة الزوجية أن تملأ بيته؟ ..
فكـّر لهنيهة ثم قال: لم أرَ حالة توافق هذا بنسبة 100% ولا حتى 50% .. أنا يا صاحبي أتحدّث من الواقع،
وأنت تتحدّث من خلال منظارك الوردي .. أبعد هذا المنظار عن عينيك وانظر إلى حقيقة الحياة .. أنا احدّثك من واقعٍ وتجربة ..
وجدت أنـّني لن أخرج بنتيجة من هذا الحوار السوداوي .. فاختصرته وخرجت منه وما يزال العجب يملأ صفحة وجهي ..
أمعقول أن الفساد الذي في الدنيا بدأ يورث الناس مثل هذه النظرة من التشاؤم لا يستطيع الأمل أن يطلّ بسببها برأسه؟
أنا لا أنكر وجود الخيانة والغدر وندرة الصدق والوفاء والإخلاص .. ولكنـّني أعلم علم اليقين أن المرء إن حرص أن يملأ بيته
بالسعادة صادقاً في ذلك باذلاً اسبابها متوكـّلاً على الله في ذلك حاثـّاً شريك حياته عليه ورزقهما الله الإخلاص والتوفيق في ذلك
.. فأي شيء سوف يمنع السعادة الزوجيـّة من أن تظلّ بجناحيها على بيتهما؟!!