1 قصة من صنف انة أذكى انسان {{{انشتاين}}} الأحد يناير 23, 2011 7:58 pm
Abdou
عضو فعالكان عالم الرياضيات الشــهير ((
البرت انشتاين )) ولدا غبيا ثقيل الفهم ، وظل يكره تمارين الجبر الى ان طلب
منه عمه ان يعتبر كل تمرين بمثابة قضية يبحث فيها رجل الشرطة السرية عن
وغد اسمه الرمز ((س)).
كانت حياة تلاميذ المدرسة الالمانية في القرن
التاسع عشر جافة , وكان البرت الصغير يمقت نظامها الجامد , وطريقة التدريس
التي تخلو من الابداع فتاقت نفس الى ترك المدرسة وكسب قوته بالعزف على
الكمان .
ومع ذلك فإن البرت , عندما بلغ الخامسة والعشرين من عمره انتج
النظرية العلمية التي اعادة تشكيل العالم , وتحول الولد الذي كره الجبر الى
عالم رياضيات عبقري .
ولـد الـبرت من ابوين يهودين في المانيا عام 1879
عاشا في ميونخ حيث كان للاب حانوت صغير . وكان البرت مختلفا يقرا ويتكلم
ببطئ , خجول بدرجة مؤلمة . كان يكره النظام العسكري الذي استعارته المدرسة ,
وكان يشبه المدرسين بالحراس ويتهمهم بعد السماح للتلاميذ بتوجيه اسئلة ,
وان سالوا لا يفكروا بالاجابة عليهم .
كان يعتبر مادة الجبر عدوه اللدود
, ولا يرى فائده منها , الى نصحه عمه بان يتصرف مع تمرين الجبر وكانه ضابط
شرطه مباحث يحل لغز الجناية والمتهم المجهول فيها هو الرمز ((س)) , الذي
ينبغي القبض عليه بتحليل واستقراء الاثار والادلة . وحاول البرت فاعجبته
اللعبة , وسرعان ما تفوق على كل اقرانه في الرياضيات.
وفيما بعد رحلت
اســرة انشتاين الى ايطاليا , وتركت البرت وراءها ليستكمل دراسته وكان يضيق
ذرعا بسخرية معلميه من ذهنه الذي لا يكف عن توجيه علامات الاستفهام , وكان
زملاؤه يتهكمون عليه لكونه يهوديا .
وصمم على ترك المدرسة بأي ثمن ,
واشتكى ذات مرة الى الطبيب من نوبات عنيفة تنتابه , ذاكرا انه رأى في
المنام نفسه يخنق معلم التاريخ وعلم ناظر المدرسة بنبأ الحلم فطرد البرت
نهائيا .
وانطلق الصبي ينضم الى اسرته وقرر الالتحاق بالمعهد السويسري
للبوليتكنيك في زيورخ , واجتاز امتحان القبول بعد عام كلمل من الدراسة
الشاقة , وكان قد بلغ السابعة عشر من عمره . واستمتع بالحياة الجامعية بين
طلبة شغوفين بالعلم , واساتذة ولوعين بالتعليم , على عكس ما كانت عليه
مدرسته القديمة . وبعد اربع سنوات تخرج البرت , واشارو اليه انذاك بانه
احسن خريج في الرياضيات خرجته الجامعة وعلى الرغم من ذلك عـجز انشتاين عن
الحصول على عمل . واضطر الى الالتحاق بوظيفة كاتب في مدينة ((بيرن)).
واتضح ان الوظيفة المتواضعة افادته , لانها اتاحت له فرصا للتامل وعمق التفكير , وبدا يحدد معالم النظرية النسبية.
كانت
فكـرت انشتاين الاساسية تتلخص في ان كل حركة للاجسام الصلبة , والصوت ,
والزمن , وغيرها لها نسبتها , ولهذا يختلف مظهرها تبعا لاختلاف وجهات النظر
, الا الضوء , فهو الوحيد الثابت المستمر .
ومن هذه الفكرة البسيطة
استطـاع انشتاين احتساب ما يحدث في كل انواع المواقف , وقلبت نظريته
المعايير العلمية العالمية راسا على عقب , عندما نشرها في جريدة عام 1905.
وفجـاة
اصبح انشتاين مركز انتباه العالم , وانهالت عليه العروض , ثم اصبح الكاتب
المتواضع استاذا في جامعة زيورخ , وبراغ , واخيرا في جامعة برلين.
كـان
انشتاين يعمل بقلمه فقط والورق وذهنه الالمعي , ومضت سنوات كثيرة قبل ان
يثبت بعض حساباته بتجارب مختبرية. وقيل ايضا ان ما لا يزيد على عشرة اشخاص
في العالم كله استطاعوا وحدهم استيعاب نظريته الصعبة انذاك.
والغريب انه
لم يفز بجائزة نوبل عام 1921 على نظريته النسبية التي اشتهر بها , وانما
اعماله في الطبيعة , حول اكتشافات في علم الضوء واصبح الـبرت انشتاين شخصية
عالمية مرموقة , ولكنه ظل متواضعا , خجولا , يتجنب الاضواء , افضل
الامسيات عنده هي ما يمضيها في البيت مع الاصدقاء.
كتن محبا للسلام,
يؤمن بان العلم فوق المنازعات الدولية , ورفض ان يتورط في مجهودات المانيا
العسكريه خلال الحرب العالمية الاولى 1914_1918 , متذرعا بجنسيته السويسرية
المحايدة .
وفي يوم من الايام كانت زوجته (( الزا)) تجتث عشب حديقة
البيت عندما رات رجلا شاهرا مسدسا يقترب من نـافذة انشتاين , وصرخت الزا
وهي تندفع نحو الرجل وتلقي عليه بمنشفة كبيرة كانت تحملها فانقذت حياة
البرت ,وعلم فيما بعد ان مكافاة كان النازيون قد رصدوها لمـن يقتل انشتاين.
وايقن
ان حياته مهددة بالخطر , فهاجر الى امريكا حيث عمل استاذا في نعهد
الدراسات المتقدمة بمدينة ((برنسيتون)) وازدادت شهرته هناك , واصبح منظره
مالوفا للجميع , بشعره المجعد و مظهره الذي تنقصه الاناقة وسراويله
الفضفاضة , ولم تكن مشاغله تثنيه عن الاستماع لمشاكل طلابه, وسرعان ما
انشغل في مشروع بناء اول قنبلة ذرية , وكان يدير ظهره دائما نحو جوانب
نظريته التي يمكن ان تطلق الطاقة الذرية من عقالها قائلا : (( ان العالم
غير مستعد لها )) .
وعندما طلبوا مساعدته رفض في بادئ الامر لكنه احنى
راسه ولان , حينما علم ان احد تلامذته السابقين في برلين . يعمل فعلا في
انتاج قنبلة ذرية لهتلر.
بعد ذلك بخمس سنوات , اي في اغسطس 1945 , القت
امريكا قنبلتين ذريتين على اليابان انهتا الحرب العالمية الثانيـة ,
واعتـبرانشتاين بطلا قوميا , لكن العالم الكبير تجنب الاضواء , ووقع تحت
تاثير الندم , شعورا بمسؤليته عن اطلاق تلك القوة الماردة من عقالها.
ساقه الشعور بالذنب الى مضاعفة الجهد لتسخير الطاقة الذرية لخدمة السلام , وليعيد التوازن الى نفسيته المعذبة.
وفي
18 ابريل 1955 نعى العالم باسـره (( البرت انشتاين)) , الذي توفى عن عمر
ناهز السادسة والسبعين , وأبَنَه الرئيس الامريكي ايزنهاور بالقول : (( ما
من رجل اسهم مثله في توسيع افاق المعرفة خلال القرن العشرين , ومع ذلك فما
من رجل يضارعه تواضعا مع قوة امتلاكه لناصية المعرفة او يثق مثله بان القوة
بلا حكمة , لا قيمة لها)).