1 بحث حول مــجــازر 8 مــاي 1945 الأربعاء يناير 26, 2011 4:43 pm
Abdou
عضو فعال-1الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945
كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية
لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ
جانفي 1945 تدعوا الناس إلى التحمس لمطالب البيان. وقد انعقد مؤتمر لأحباب
البيان أسفرت عنه المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري
في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج.وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان انشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص ب الجزائريين وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنية.
-2مظاهر الاحتفال بنهاية الحرب الثانية
كان زعماء الحركة الوطنية يحضرون إلى الاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية،
عن طريق تنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة
الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري
في أول ماي 1945،ونادى الجزائريون بإطلاق سراح مصالي الحاج، واستقلال
الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني
الذي أنتج خصيصا لهذه المناسبة في محل خياطة تابع لتاجر يدعى البشير
عمرون. وكانت المظاهرات سلمية.وادعى الفرنسيون انهم اكتشفوا (مشروع ثورة)
في بجاية خاصة لما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة،
وبدأت الإعتقالات والضرب وجرح الكثير من الجزائريين. ولما أعلن عن
الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفال انتصار الحلفاء
-3المظاهرات
خرج الجزائريون في مظاهرات 8 ماي 1945 ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهم بالفرحة وطالبوا باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب العالمية الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف التي هي المقر الرئيسي لأحباب البيان والحرية، ونادوا في هذه المظاهرات بحرية الجزائر واستقلالها.
-4المجازر
كان رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التي نظمها
الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل
الجماعي واستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر
ودواوير بأكملها. ونتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 45000 جزائري،
دمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها. ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفضع
بين 50000 و 70000 قتيل من المدنيين العزل فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضر والحرية والإنساني.
-5في انتفاضة شعبيةثانية عقب أحداث 08 ماي 1945
"فج أمزالة".. الأحداث المجهولة عرف الكثيرون تفاصيل عديدة عن
أحداث 8 ماي 1945 التي وقعت بكل من سطيف، خراطة وقالمة غير أن القليلين
فقط من يعلم بأحداث "فج أمزالة" (فرجيوة حاليا) دوار المنار تسدان
والعياضي التي وقعت في اليوم الموالي أي في التاسع من ماي 1945، ففي ظهيرة
ذلك اليوم تجمع المئات من سكان هذا السهل ومن مناطق أخرى قريبة كائنة بجسر
بوصلاح الذي يقع على بعد 800 متر من المدينة في انتفاضة شعبية عارمة جاءت
كرد فعل على المجازر التي اقترفتها قوات الاحتلال الفرنسي بمنطقة سطيف
القريبة في الثامن ماي.
حمية الجزائريين دفعت بهم إلى الخروج من جديد في مظاهرات منددة بالجرائم
التي ترتكب في حق المدنيين بعد الأحداث التي أودت بحياة الكثيرين في تاريخ
الثامن من ماي سنة 1945 وهو ما أكده المجاهد إبراهيم عليوش الذي شارك في
أحداث فج مزالة وأدخل سجن "لامبيز" (باتنة).
ينضم إلى صوت قائد ذاك التجمع أصوات شهادات أخرى لا يزال أصحابها على قيد
الحياة وعايشوا تلك الأحداث.. فرووا بإسهاب عن تلك الانتفاضة التي دفعت
بهم إلى رفع صوتهم أكثر في وجه المستعمر الظالم من خلال رفعهم للعصي
والسلاح الأبيض وبعض بنادق الصيد ليقرروا المهاجمة.
ونظرا لتلاقي المشاعر والمواقف الوطنية الجياشة لم تكن فرجيوة وحدها يومها
في مواجهة الاستعمار رغم ما سلط عليها من قهر بلغ أوجه في الأيام الموالية
كما سجل التاريخ في اليوم نفسه (9 ماي 1945) انتفاضات مماثلة بكل من دوار
المنار تسدان، دوار المنار والعياضي من خلال هجمات على مراكز حراس الغابات
أسفرت عن سقوط قتلى وتخريب وحرق ممتلكات تابعة لمعمرين. وقد دفعت تلك
المناطق ذات التضاريس الوعرة خلال شهر ماي من نفس السنة ثمن تحديها
للإرادة الاستعمارية وذلك باستشهاد ما يقارب 600 شخص واعتقال 300 آخرين
وكذا حرق قرى ودواوير بأكملها.
تواصلت لاحقا المتابعات الاستعمارية ضد كل المنتفضين وقاموا في شهر سبتمبر
1945 بالمحكمة العسكرية لقسنطينة بإجراء محاكمة 57 متهما أطلق سراح 30
منهم، فيما حكم على الباقين بأحكام قاسية. وبغرض مواجهة احتمالات التمرد
والمقاومة الشعبية بنت السلطات الاستعمارية الفرنسية سنة 1952 "السجن
الأحمر" وهو اليوم يحتضن تراث ومآثر الثور.