1 الفيلم الموسيقي الجزائري "غوستو" يحصل على جائزة "سند" في مهرجان أبوظبي السينمائي الخميس أكتوبر 27, 2011 5:07 am
نسيم الشرق
عضو فعال الفيلم الجزائري " غوستو" أو
"مزاج"، للمخرجة صافيناز بوصبايا، المقيمة في إيرلندا، هو الفيلم الوثائقي
الجزائري الوحيد في مهرجان أبوظبي السينمائي، حصل على منحة سند صندوق تمويل
صناع السينما العرب التابع لمهرجان أبوظبي السينمائي، إلى جانب فيلمين
عربيين آخرين مشاركين في المسابقة الوثائقية. الفيلم أختير
من بين أثني عشر فيلما عن فئة مسابقة الأفلام
الوثائقية.
ويعيد
"غوستو" إحياء فرقة موسيقية عبارة عن أوركسترا هي في الأساس الفرقة التي
كان يقودها الشيخ محمد العنقاء في الجزائر والذي عمل على تطويرها في
أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، مضيفا إليه نبض الشارع والأحياء
الشعبية.
وتمزج هذه الموسيقى بشكل مميّز بين الموسيقى الأندلسية
والبربرية والأناشيد الإسلامية، لتعكس روح القصبة وما كان يدور في ملاهيها
ومقاهيها ومواخيرها أيام الفرنسيين. وتسرد قصة الفيلم من خلال الموسيقى
وجغرافيا المدينة بعض التحولات التي شهدتها الجزائر طوال نصف قرن.
وكانت
الفرقة في ذلك الوقت مكونة من عازفين تتلمذوا جميعا
على يد العنقاء من مسلمين ويهود، في وقت كان يُمنع
فيه على المسلمين دخول "الكونسرفتوار" لتعلّم الموسيقى
ويسمح به فقط لليهود.
وهدف مشروع الفيلم أساسا، الذي استمر
العمل على أنجازه سبع سنوات، إلى إعادة جمع من تبقى من أعضاء الفرقة من
الجزائر وفرنسا لاستذكار ذلك الزمن الذي ولّى إلى غير رجعة وحيث كان الجميع
يعزف النغم نفسه.
وتقول صافيناز بوصبايا، إن الفيلم ولد
صدفة في أول زيارة لها إلى الجزائر التي غادرتها في
طفولتها.
وتضيف، أن عملية البحث كانت مضنية واستغرقت
وقتا طويلا، كما أن أساليب العزف اختلفت في فرنسا، حيث
طوّع الراحلون موسيقاهم للمكان الجديد وحدثوا فيها وغنّوا
كلماتها بالفرنسية.
وكان الكثيرون في الجزائر انصرفوا عن العزف
لعدم قدرتهم على اكتساب رزقهم من هذا العمل ومارسوا مهنا مختلفة. كذلك توفي
خمسة من أعضاء الفرقة منذ تاريخ تصوير الفيلم الذي تحول إلى وثيقة عن هذه
الفرقة المسترجعة والتي التحق بها في الجزائر عدد من الشباب في أوركسترا
يقودها إبن الحاج العنقا.
وتروي المخرجة أن قصتها واقعية
راودتها أثناء زيارتها الأولى للجزائر وتحديدا زيارتها لحي القصبة الشعبي،
حيث دخلت إلى أحد محلاته وعند تبادلها أطراف الحديث مع البائع، اكتشفت أنه
عازف قديم سرد عليها حكاية الفرقة، فقررت تعقب أفرادها واحدا واحدا دون تعب
وتختار أحدهم ليكون الخيط الرابط لكل القصة عبر حكاياته
المستعادة لذلك الماضي الذي تحل ذكراه في الأمكنة.
كان
طبيعيا، إذاً، أن يطغى على الفيلم جو الحنين إلى ذلك الماضي الذي تألقت
فيه موسيقى الشعبي قبل أن تتراجع لمصلحة موسيقى الراي في الثمانينيات. وكان
الحنين المحور الأبرز الذي قاد المخرجة الى حكايات تلك الفرقة ودفعها
لإحيائها عبر جمع من تبقى من أفرادها عبر ضفتي المتوسط.
ولعل سنوات
دراسة الهندسة التي مارستها المخرجة قبل التحول إلى السينما، ساعدتها في
تصوير أنحاء الجزائر العاصمة وخصوصا حي القصبة بجماليات عالية وحبّ للمكان
الذي احتضن طويلا وجدان تلك الموسيقى وروحها، في جزائر كانت تعيش السنوات
الأخيرة للاستعمار الفرنسي ومخاض التحولات.