1 معالجة المياه المستعملة : الإثنين يناير 31, 2011 7:21 pm
Abdou
عضو فعال1- مفهوم التلوث و تصنيف الملوثات :
التَّلَوُّث البيئي يدمر الأماكن التي تحيط بنا. وتُعد الغازات والدخان في
الهواء، والمواد الكيميائية والمواد الأخرى في الماء، والنفايات الصلبة
على الأرض، من أسباب التلوث.
التلوث
البيئي مصطلح يُعنى بكافة الطرق التي بها يتسبب النشاط البشري في إلحاق
الضرر بالبيئة الطبيعية. ويشهد معظم الناس تلوث البيئة في صورة مَطْرَح
مكشوف للنفايات أو في صورة دخان أسود ينبعث من أحد المصانع. ولكن التلوث قد
يكون غير منظور، ومن غير رائحة أو طعم. وبعض أنواع التلوث قد لا تتسبب
حقيقة في تلوث اليابسة والهواء والماء، ولكنها كفيلة بإضعاف متعة الحياة
عند الناس والكائنات الحية الأخرى. فالضجيج المنبعث من حركة المرور والآلات
مثلاً، يمكن اعتباره شكلاً من أشكال التلوث.
والتلوث البيئي أحد أكثر
المشاكل خطورة على البشرية، وعلى أشكال الحياة الأخرى التي تدب حاليًا على
كوكبنا. ففي مقدور هواء سيئ التلوث أن يسبب الأذى للمحاصيل، وأن يحمل في
طياته الأمراض التي تهدد الحياة. لقد حدّت بعض ملوثات الهواء من قدرة
الغلاف الجوي على ترشيح إشعاعات الشمس فوق البنفسجية، والتي تنطوي على
الأذى. ويعتقد العديد من العلماء أن هذه الإشعاعات، وغيرها من ملوثات
الهواء، قد أخذت تحدث تغييرًا في مناخات العالم. وتهدد ملوثات الماء
والتربة قدرة المزارعين على إنتاج الغذاء الضروري لإطعام سكان العالم، كما
تهدد الملوثات البحرية الكثير من الكائنات العضوية البحرية.
تلوث المدن
يرى
كثير من الناس في ملوثات الهواء والماء والتربة أشكالاً متميزة من أشكال
التلوث. إلا أن كل جزء من أجزاء البيئة ـ أي الهواء والماء والتربة ـ يعتمد
كل منها على الآخر، وعلى النباتات والحيوانات التي تعيش ضمن هذه البيئة.
وتشكل العلاقات بين كل الكائنات الحية وغير الحية في بيئة معينة نظامًا
يسمى النظام البيئي. وترتبط كل الأنظمة البيئية بعضها ببعض. وهكذا فإن
الملوث الذي يبدو وكأنه يؤثر في جزء واحد فقط من البيئة، ربما أثر أيضًا في
أجزاء أخرى. فالدخان السخامي المنبعث من محطة قدرة، على سبيل المثال، قد
يبدو مؤثرًا على الغلاف الجوي فقط. ولكن في مقدور الأمطار أن تطرد بعض
الكيميائيات الضارة الموجودة في الدخان وإسقاطها على الأرض أو على مجاري
المياه.
تنبعث بعض الملوثات، مثل أنبوب المجاري الذي يطرح ماء متسخًا في
نهر من الأنهار، من نقطة محدودة أو مكان محدد، ويعرف هذا بتلوث المصدر
المحدود، في حين تنبعث ملوثات أخرى من مناطق واسعة. ففي مقدور الماء الجاري
في المزارع أن يحمل معه المبيدات والأسمدة إلى الأنهار، كما أن بإمكان
مياه الأمطار أن تجرف الوقود والزيت والأملاح من الطرق ومواقف السيارات،
وتحملها إلى الآبار التي تزودنا بمياه الشرب. ويسمى التلوث الصادر عن مثل
هذه المناطق الواسعة بتلوث المصدر اللامحدود.
يرغب كل شخص تقريبًا في
الحد من التلوث، ولكن معظم التلوث الذي يهدد صحة كوكبنا حاليًا يأتي، لسوء
الحظ، من منتجات يحتاجها كثير من الناس ويرغبون فيها. فمثلاً، توفر
السيارات الراحة بنقلها للأشخاص، ولكنها تُنتج نسبة عالية من تلوث الهواء
في العالم. وتنتج المصانع منتجات يستخدمها الناس، ويستمتعون بها، ولكن
العمليات الكيميائية في مقدورها أن تسبب التلوث. وتساعد المبيدات والأسمدة
في نمو كميات كبيرة من الأغذية، ولكنها تسمم التربة ومجاري المياه.
يتوجب
على الناس أن يقللوا من استخدام السيارات، ووسائل الراحة الحديثة الأخرى،
وذلك من أجل وضع نهاية للتلوث، أو التقليل منه إلى حد كبير، كما أن على بعض
المصانع أن تغلق أبوابها أو أن تغير طرق إنتاجها. ولكن إغلاق هذه الصناعات
سيزيد من البطالة، وذلك لأن معظم أعمال الناس تعتمد على صناعات تسهم في
التلوث البيئي. وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي توقف المزارعين فجأة عن استخدام
المبيدات والأسمدة إلى الحد من الغذاء اللازم لإطعام الناس في هذا العالم.
وعلى
أي حال يمكن تقليل التلوث، بمرور الزمن، بعدة طرق، دونما أي تعطيل جدي
لمسيرة حياة الناس. فمثلاً، يمكن للحكومات أن تسن تشريعات تشجع المؤسسات
على تبني طرق تشغيلية قليلة التلوث. ويمكن للعلماء والمهندسين أن يطوروا
منتجات تصنيعية نظيفة وأكثر أمانًا بالنسبة للبيئة، كما يمكن للأفراد
والجماعات في العالم أن يجدوا بأنفسهم طرقًا تقلل من التلوث البيئي.
تلوث الماء :
هو
اختلاط الماء بمياه المجاري أو الكيميائيات السامة أو الفلزات أو الزيوت
أو أية مواد أخرى. وفي مقدور هذا التلوث أن يؤثر في المياه السطحية، مثل
الأنهار والبحيرات والمحيطات، كما يمكن أن يؤثر في المياه التي في باطن
الأرض، والمعروفة بالمياه الجوفية. وبإمكانه أيضًا أن يسبب الأذى لأنواع
عديدة من النباتات والحيوانات. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يموت ما يقرب
من خمسة ملايين شخص سنويًا، بسبب تجرعهم ماءً ملوثًا.
وفي النظام
المائي الصحي، تعمل دورة من العمليات الطبيعية، على تحويل المخلفات إلى
مواد نافعة أو ضارة. وتبدأ الدورة عندما تستخدم كائنات عضوية تعرف
بالبكتيريا الهوائية الأكسجين الذائب في الماء، لهضم المخلفات. وتنتج هذه
العملية النترات والفوسفات وغيرها من المغذيات (عناصر كيميائية تحتاجها
الكائنات الحية في نموها). وتمتص الطحالب والنباتات المائية الخضراء هذه
المغذيات، وتأكل حيوانات مجهرية تدعى العوالق الحيوانية الطحالب، وتأكل
الأسماك تلك العوالق. أما الأسماك فقد تأكلها أسماك أكبر منها أو طيور أو
حيوانات أخرى. وتنتج عن هذه الحيوانات مخلفات جسمية، ثم ما تلبث أن تموت.
وتحلل البكتيريا هذه الحيوانات الميتة، والمخلفات الحيوانية، ثم تعاود
الدورة الكرة مرة أخرى.
يحدث التلوث المائي عندما يُلقي الناس بكميات من
المخلفات في نظام مائي ما، بحيث تصل إلى درجة لايكون معها في وسع عمليات
التنقية الطبيعية التابعة له أن تؤدي وظيفتها على الوجه المطلوب. وبعض
المخلفات، مثل الزيت والأحماض الصناعية والمبيدات الزراعية، تسمم النباتات
المائية والحيوانات، بينما تلوث بعض المخلفات الأخرى مثل المنظفات
الفوسفاتية والأسمدة الكيميائية وروث الحيوانات، بمد الحياة المائية بمزيد
من المغذيات. وتسمى هذه العملية الإثراء الغذائي، وتبدأ عندما تنساب كميات
كبيرة من المغذيات إلى أنظمة المياه حيث تعمل المغذيات على تحفيز النمو
الزائد للطحالب. وكلما ازداد نمو الطحالب، ازداد فناؤها بالمقابل. وتستهلك
البكتيريا الموجودة في الماء كميات كبيرة من الأكسجين لتهضم بذلك الفائض من
الطحالب الميتة. ويؤدي ذلك إلى نقص مستوى الأكسجين في الماء مما يتسبب في
موت الكثير من النباتات المائية وكذلك الحيوانات.
التلوث
الحراري يحدث حينما يضاف الماء الساخن إلى جسم مائي. وفي هذه الصورة التي
أخذت بوساطة فيلم خاص للأشعة تحت الحمراء، يظهر الماء الأدفأ أكثر تلونا من
بقية المياه في النهر. ويأتي الماء الساخن من محطة توليد طاقة نووية،
ويحمله التيار إلى أسفل المجرى
يصدر التلوث المائي عن المؤسسات التجارية
والمزارع والمنازل والمصانع ومصادر أخرى، ويشتمل على نفايات المجاري
والكيميائيات الصناعية والكيميائيات الزراعية ومخلفات المواشي. ومن أشكال
التلوث المائي أيضًا الماء الحار النظيف المنبعث من محطات القدرة إلى مجاري
المياه. ويتسبب هذا الماء الحار المسمى بالتلوث الحراري في الإضرار
بالأسماك والنباتات المائية عن طريق تقليل كمية الأكسجين في الماء. وفي
مقدور الكيميائيات والزيوت المنسكبة أن تحدث تلوثًا مائيًا مدمرًا يتسبب في
قتل الطيور المائية والمحار والحياة الفطرية الأخرى.
ويحدث بعض التلوث
إذا لم يَجْر فصل مُحْكم بين مجاري المياه ومياه الشرب النظيفة. ففي
المناطق التي تفتقر إلى محطات حديثة لمعالجة مياه المجاري، يمكن أن تنساب
المياه التي تحمل معها المخلفات البشرية إلى موارد المياه. مما يؤدي إلى
اختلاط البكتيريا الناقلة للأمراض بماء الشرب وتتسبب في الإصابة بأمراض مثل
الكوليرا والدوسنتاريا.
أما في المناطق التي تحظى بصرف صحي جيد فإن
معظم المخلفات البشرية تنساب في أنابيب وضعت في باطن الأرض، حيث ينتهي بها
المطاف إلى محطات معالجة خاصة تقتل البكتيريا الضارة وتزيل المخلفات
الصلبة.
2- أنواع التلوث المائي :
تلوث الماء يمثل واحدة من أكثر
مشكلات البيئة خطورة. ويحدث حينما يتلوث الماء بمواد مثل نفايات الإنسان
والحيوانات والكيميائيات السامة، والفلزات، والنفط. ويمكن أن يؤثر التلوث
على المطر والأنهار والبحيرات والمحيطات والمياه الجوفية التي تغذي
الينابيع والآبار.
وربما يظهر الماء الملوث نظيفًا أو قذرًا، ولكنه
يحتوي على الجراثيم، والمواد الكيميائية، أو المواد الأخرى التي يُمكن أن
تسبب القلق والإزعاج، والمرض، أو الموت. ويجب إزالة الشوائب من مثل هذا
الماء قبل استعماله بأمان لأغراض الشرب والطهي والاستحمام أو غسيل الملابس.
وحتى في بعض الصناعات يجب أن ينقّى الماء قبل استخدامه في عملياتها
الصناعية.
أصبح تلوث الماء مشكلة خطيرة في معظم البلاد، وبخاصة في كندا
والصين والهند واليابان وروسيا والولايات المتحدة. ولقد سنّت الحكومات
قوانين تحد من كميات وأنواع النفايات التي يمكن أن تُلقى في الماء. وتُنفق
الحكومات والصناعات والمدن الكبيرة والصغيرة مبالغ كبيرة من المال على
الأبحاث ومحطات معالجة المياه للحد من التلوث. وما تزال عدة مدن كبيرة تطلق
كميات هائلة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الموانئ أو المياه
الساحلية. ومن الصعب أيضًا التحكُّم بدرجـة كبـيرة في التلــوث الـذي لا
يـأتي من نقطـة مباشـرة كمنفذ تسرب الصرف الصحي أو صرف المصنع. وتتضمن
مصادر التلوث هذه المياه التي تسري من مواقع البناء والأراضي الزراعية، وهي
تحمل المادة المترسبة (حُبَيْبات التربة) والمخصّبات إلى مجاري المياه
والبحيرات.
و يمكن تقسيم التلوث المائي على حسب أسبابه ومصادره إلى :
1)
النفط : يعتبر النفط ومشتقاته من أهم مصادر التلوث المائي، وينسكب النفط
أو مشتقاته إلى المسطحات المائية إما بطريقة عفوية أو إجبارية وتسهم ناقلات
النفط بدور كبير في تلويث المياه بما ينسكب منها عادة من نفط أثناء عمليات
الشحن والتفريغ وتنظيف الخزانات أو حوادث تصادم الناقلات أو انفجارها او
حتى حوادث انفجار حقول النفط ذاتها. ومما يعكس خطورة التلوث بالنفط سرعة
إنتشارها على سطح الماء وتكوين طبقة رقيقة يصل سمكها إلى 2سم تعمل على عزل
المياه عن الغلاف الجوي ومنع تبادل الغازات بينهما كما يرسب الجزء الباقي
من النفط إلى قاع البحر مما يسبب حدوث نقص حاد في الأكسجين الذائب في
الماء.
2) مخلفات المصانع: وتشمل هذه المخلفات على المواد العضوية وغير
العضوية والسائلة والصلبة. وتأتي خطورة هذه المخلفات في أنها تفسد طبيعة
المياه وتحولها إلى كثير من الأحيان من مياه باعثة على الحياة إلى مياه
مسببة للمرض والموت فهذه المخلفات سامة جداً للأحياء المائية وضارة أيضاً
بالإنسان.
3) نفايات المدن: وتتمثل نفايات المدن في مياه المجاري الصحية
والقمامة وعادة ما تستخدم المسطحات المائية كمستودع لإلقاء هذه النفايات.
وليس ثمة شك أن إلقاء هذه النفايات يفسد المياه، حيث تفقد المسطحات المائية
قدرتها على إعالة الأحياء البحرية فضلاً عن تلوث المياه بالكثير من
الميكروبات والفيروسات.
4) الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية:
حيث يتسرب جزء من الكيماويات المستخدمة في الحقول عن طريق صرف بعض مياه هذه
الحقول الزراعية نحو الأنهار والشواطئ المتاخمة وتعمل هذه المواد على
تنشيط نمو الطحالب والأعشاب المائية في المياه وبعضها يكون سام كالنيترات.
5)
الكائنات الحية المسببة للأمراض: وتشمل على الكائنات الدقيقة الممرضة
والطفيليات التي تصل إلى الماء مع فضلات الإنسان والحيوان وتنتقل هذه
الكائنات الممرضة إلى الإنسان أو الحيوان عن طريق شربه للماء الملوث بها.
6)
المواد المشعة: تشمل على المواد الناتجة عن عمليات استخراج وتصنيع خامات
المواد المشعة وبعض الأجهزة الطبية والبحثية والمفاعلات النووية وغيرها.
ومن
هنا نجد أن التلوث المائي يتباين في مصادره وأسبابه من بيئة لأخرى وهو
يحمل للإنسان الكثير من المخاطر التي تهدد حياته ومصادر غذائه.
3- عواقب التلوث المائي :
أ- على المستوى البيئي :
تلوث
المياه هي مشكلة في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من استفحال المشكلة
وضخم حجمها إلا أنها تزداد سوءاً يومياً سواء في الدول النامية أو الدول
المتقدمة، حيث وضح أحد التقارير في الولايات المتحدة أن حوالي 45 % من مياه
الجداول و 47% من مياه البحيرات، و 32% من مياه الخلجان تعد ملوثة.
تعتبر
المياه ملوثة عندما تحتوي على مكونات تفسدها بحيث لا تصلح للاستهلاك
البشري كمياه الشرب أو بحيث تؤثر على الأحياء التي تعيش فيها كالأسماك
والأحياء المائية الأخرى.
ويمنع التلوث الإنسان من استخدام الماء
والتمتع به في النشاطات الترفيهية. وعلى سبيل المثال، تجعل الروائح وبقايا
المواد الطافية ركوب القوارب والسباحة رياضة غير سارة. كما يزداد احتمال
الإصابة بالمرض عن طريق المياه الملوثة. وربما يطفو النفط الذي يتسرّب من
السفن أو من آبار النفط القريبة من السواحل حتى يصل إلى الشاطئ. ويمكن
للنفط أن يسبب تلوثًا خطيرًا ويقتل الطيور المائية، والمحار، والحيوانات
الفطرية الأخرى.
ويؤثر تلوث الماء أيضًا على مختلف العمليات التي تحدث
طبيعيًا في الماء. وتساعد هذه العمليات التي تستخدم الأكسجين المذاب على
جعل النفايات غير ضارة. وتفكك البكتيريا الهوائية النفايات العضوية إلى
مواد بسيطة في عملية تُسمّى التمعدن. وتستخدم بعض هذه المواد مثل الفوسفات
والنترات بمثابة مغذيات للنباتات.
وتستخدم البكتيريا الهوائية الأكسجين
المذاب في الماء حينما تفكك النفايات العضوية. ويمكن للعلماء أن يكتشفوا
كمية المادة العضوية بالماء بقياس كمية الأكسجين التي استهلكتها البكتيريا
في عملية التفكيك. وتسمى عملية القياس هذه الطلب الكيميائي الحيوي
للأكسجين. وإذا احتوى الماء على كميات كبيرة من النفايات العضوية، فإن
البكتيريا سوف تستهلك معظم أو كل الأكسجين فيه. وسوف تكون، حينئذ، بعض
أنواع أسماك الصيد مثل السالمون والأسترجون والتروتة غير قادرة على العيش
في الماء. وسوف تحل محلها الأسماك التي تحتاج إلى أكسجين أقل مثل الشبوط
والسَّلور. أما إذا نفد كل الأكسجين فإن معظم الأحياء المائية لن تكون
قادرة على البقاء.
الماء الملوث بكميات كبيرة من المغذيات يوفر
الطعام لأعداد كبيرة من الطحالب (كائنات بسيطة تشبه النباتات) التي تجعل
الماء يبدو أخضر.
وربما يقود وجود كميات كبيرة جدًا من المغذيات (المواد
المغذية) في الماء إلى عملية تسمى الإثراء الغذائي. وينتج الكثير من
المغذيات عن تفتت الصخور الطبيعي وعن تمعدن المواد العضوية. ولكن المغذيات
الإضافية تأتي من نزح المخصبات من الأراضي الزراعية أو من المنظفات أو
الأجزاء الأخرى لمياه الصرف الصحي. وتخصِّب معظم المغذيات الطحالب المجهرية
(كائنات بسيطة تشبه النباتات)، وأيضًا النباتات كأعشاب البرك والطحلب
البطي. وتنمو طحالب ونباتات أكثر نتيجة لوجود المغذيات الإضافية، وكلما نمت
أعداد أكبر، ماتت أيضًا أعداد أكبر. وتتنفس الطحالب والنباتات ـ أي تفكك
الغذاء لتطلق الطاقة ـ كما أنها تتحلل أيضًا. وتستهلك كلتا العمليتين
الأكسجين الموجود. وفي الحالات القصوى ربما يصبح النهر أو البحيرة غاية في
الثراء الغذائي لدرجة أن كل الأكسجين الذائب في الماء يستهلك خلال جزء من
اليوم.
ويمكن أيضًا للتلوث الحراري أن يقلل من كمية الأكسجين التي تذوب
في الماء. وبالإضافة لذلك، يمكن أن تقتل درجة الحرارة العالية بعض أنواع
النباتات والأسماك.
ب- على المستوى الصحي :
تذكر بعض المصادر أن
المياه الملوثة تتسبب في وفاة ما يقارب من 14000 شخص سنويا ، فمن المؤكد أن
المياه الملوثة بنفايات الإنسان والحيوان قد تسبب حمى التيفوئيد
والكوليرا، والدوسنتاريا، والأمراض الأخرى. ويتم تطهير إمدادات المياه، في
مجتمعات كثيرة، بالكلور لقتل الجراثيم التي تسبب المرض. وعلى أية حال لا
يزيل التطهير الكيميائيات والفلزات، مثل ثنائيات الفينيل متعددة الكلور،
والكلوروفورم، والزرنيخ، والرصاص، والزئبق. ويهدد إطلاق هذه النفايات
السامة دون احتراس، وخاصة في أماكن تجمُّع النفايات، المياه الجوفية بدرجة
خطيرة. ولقد وجدت ثنائيات الفينيل متعددة الكلور، والكلوروفورم، ومبيدات
الآفات في إمدادات مياه الشرب في بلاد كثيرة. وهذا مما يقلق العلماء؛ لأن
شرب هذه المواد ـ ولو بكميات صغيرة على مدى سنوات عديدة ـ ربما يكون له
تأثيرات ضارة.
ج- على المستوى الاقتصادي :
وبالإضافة إلى ما سبق ،
يؤثر التلوث على الأنشطة التجارية والترفيهية لصيد الأسماك. فقد قُتلت
الأسماك بسبب النفط، أو بسبب نقص الأكسجين في الماء. وتؤذي النفايات
الصناعية الأسماك أيضًا، وبخاصة ثنائيات الفينيل متعددة الكلور.
- فقدان الشواطئ أهميتها الاقتصادية والترفيهية نتيجة التلوث .
4- بعض طرق معالجة المياه الملوثة :
يرجع
اهتمام الإنسان بنوعية الماء الذي يشربه إلى أكثر من خمسة آلاف عام .
ونظرا للمعرفة المحدودة في تلك العصور بالأمراض ومسبباتها فقد كان الاهتمام
محصور في لون المياه وطعمها ورائحتها فقط . وقد استخدمت لهذا الغرض ـ
وبشكل محدود خلال فترات تاريخية متباعدة ـ بعض عمليات المعالجة مثل الغليان
والترشيح والترسيب وإضافة بعض الأملاح ثم شهد القرنان الثامن والتاسع عشر
الميلاديان الكثير من المحاولات الجادة في دول أوربا وروسيا للنهوض بتقنية
معالجة المياه حيث أنشئت لأول مرة في التاريخ محطات لمعالجة المياه على
مستوى المدن .
ففي عام 1807م أنشئت محطة لمعالجة المياه في مدينة
جلاسكو الأستكلندية ،وتعد هذه المحطة من أوائل المحطات في العالم وكانت
تعالج فيها المياه بطريقة الترشيح ثم تنقل إلى المستهلكين عبر شبكة أنابيب
خاصة . وعلى الرغم من أن تلك المساهمات تعد تطورا تقنيا في تلك الفترة إلا
أن الاهتمام آنذاك كان منصبا على نواحي اللون والطعم والرائحة ، أو ما يسمى
بالقابلية ، وكانت المعالجة باستخدام المرشحات الرملية المظهر السائد في
تلك المحطات حتى بداية القرن العشرين . ومع التطور الشامل للعلوم والتقنية
منذ بداية هذا القرن واكتشاف العلاقة بين مياه الشرب وبعض الأمراض السائدة
فقد حدث تطور سريع في مجال تقنيات المعالجة حيث أضيفت العديد من العمليات
التي تهدف بشكل عام إلى الوصول بالمياه إلى درجة عالية من النقاء ، بحيث
تكون خالية من العكر وعديمة اللون والطعم والرائحة ومأمونة من النواحي
الكيمائية والحيوية .
معالجة مياه الشرب :
لقد كان وباء الكوليرا
من أوائل الأمراض التي اكتشفت ارتباطها الوثيق بتلوث مياه الشرب في
المرحلة السابقة لتطور تقنيات معالجة المياه ، فعلى سبيل المثال أصيب حوالي
17000 شخص من سكان مدينة هامبورج الألمانية بهذا الوباء خلال صيف 1829م
أدى إلى وفاة ما لا يقل عن نصف ذلك العدد . وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك
أن المصدر الرئيس للوباء هو تلوث مصدر المياه لتلك المدينة . يعد التطهير
باستخدام الكلور من أوائل العمليات التي استخدمت لمعالجة المياه بعد عملية
الترشيح وذلك للقضاء على بعض الكائنات الدقيقة من بكتريا وفيروسات مما أدى
إلى الحد من انتشار العديد من الأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا
وحمى التيفويد . وتشمل المعالجة ، ومن هذه العمليات ما يستخدم لإزالة عسر
الماء مثل عمليات التيسير ، أو لإزالة العكر مثل عمليات الترويب .
ونظرا للتقدم الصناعي والتقني الذي يشهد هذا العصر وما تبعه من ازدياد سريع في معدلات استهلاك المياه الطبيعية
النقية
نوعا ما ، ونظرا لما يحدث من تلوث لبعض تلك المصادر نتيجة المخلفات
الصناعية ومياه الصرف الصحي وبعض الحوادث البيئية الأخرى فإن عمليات
المعالجة قد بدأت تأخذ مسارا جديدا يختلف في كثير من تطبيقات عن مسار
المعالجة التقليدية . وفي هذه المقالة سنستعرض بإيجاز طرق المعاجلة
التقليدية لمياه الشرب إضافة لبعض الاتجاهات الحالية والمستقبلية لتقنيات
المعالجة .
طرق المعالجة التقليدية
تختلف عمليات معالجة مياه
الشرب باختلاف مصادر تلك المياه ونوعيتها والمواصفات الموضوعة لها . ويجب
الإشارة الى أن التغير المستمر لمواصفات المياه يؤدي أيضا في كثير من
الأحيان إلى تغير في عمليات المعالجة . حيث أن المواصفات يتم تحديثها دوما
نتيجة التغير المستمر للحد الأعلى لتركيز بعض محتويات المياه وإضافة
محتويات جديدة إلى قائمة الموصفات . ويأتي ذلك نتيجة للعديد من العوامل مثل
:
* التطور في تقنيات تحليل المياه وتقنيات المعالجة.
* اكتشاف
محتويات جديدة لم تكن موجودة في المياه التقليدية أو كانت موجودة ولكن لم
يتم الانتباه إلى وجودها أو مدى معرفة خطورتها في السابق.
* اكتشاف بعض
المشكلات التي تسببها بعض المحتويات الموجودة أصلا في الماء أو التي نتجت
عن بعض عمليات المعالجة التقليدية . هذا ويمكن تناول عمليات المعالجة
التقليدية المستخدمة للمياه استنادا إلى مصادرها السطحية والجوفية مع
التركيز على المياه الجوفية نظرا لاعتماد المملكة عليها مقارنة بالمياه
السطحية .
معالجة المياه السطحية:
تحتوي المياه السطحية (
المياه الجارية على السطح ) على نسبة قليلة من الأملاح مقارنة بالمياه
الجوفية التي تحتوي على نسب عالية منها ، وهي بذلك بعد مياه يسرة ( غير
عسرة ) حيث تهدف عمليات معالجتها بصورة عامة إلى إزالة المواد العالقة التي
تسبب ارتفاعا في العكر وتغيرا في اللون والرائحة ، وعليه يمكن القول أن
معظم طرق معالجة هذا النوع من المياه اقتصر على عمليات الترسيب والترشيح
والتطهير . وتتكون المواد العالقة من مواد عضوية وطينية ، كما يحتوي على
بعض الكائنات الدقيقة مثل الطحالب والبكتيريا . ونظرا لصغر حجم هذه
المكونات وكبر مساحتها السطحية مقارنة بوزنها فإنها تبقي معلقة في الماء
ولا تترسب . إضافة إلى ذلك فإن خوصها السطحية والكيميائية باستخدام عمليات
الترويب الطريقة الرئيسية لمعالجة المياه السطحية ، حيث تستخدم بعض المواد
الكيمائية لتقوم بإخلال اتزان المواد العالقة وتهيئة الظروف الملائمة
لترسيبها وإزالتها من أحواض الترسيب .ويتبع عملية الترسيب عملية ترشيح
باستخدام مرشحات رملية لإزالة ما تبقى من الرواسب ، ومن المكروبات المشهورة
كبريتات الألمنيوم وكلوريد الحد يديك ، وهناك بعض المكروبات المساعدة مثل
بعض البوليمرات العضوية والبنتونايت والسليكا المنشطة. ويمكن أيضا استخدام
الكربون المنشط لإزالة العديد من المركبات العضوية التي تسبب تغيرا في طعم
ورائحة المياه . تتبع عمليتي الترسيب والترشيح عملية التطهير التي تسبق
إرسال تلك المياه إلى المستهلك .
معالجة المياه الجوفية:
تعد
مياه الآبار من أنقى مصادر المياه الطبيعية التي يعتمد عليها الكثير من
سكان العالم . إلا أن بعض مياه الآبار وخصوصا العميقة منها قد تحتاج ألى
عمليات معالجة متقدمة وباهظة التكاليف قد تخرج عن نطاق المعالجة هي إضافة
الكلور لتطهير المياه ثم ضخها الى شبكة التوزيع ، إذ تعد عملية التطهير
كعملية وحيدة لمعالجة مياه بعض الآبار النقية جدا والتي تفي بجميع مواصفات
المياه ، الا أن هذه النوعية من المياه هي الأقل وجودا في الوقت الحاضر ،
لذلك فأنه إضافة لعملية التطهير فان غالبية المياه الجوفية تحتاج الى
معالجة فيزيائية وكيمائية إما لإزالة بعض الغازات الذائبة مثل ثاني أكسيد
الكربون وكبريتيد الهيدروجين ، أو لإزالة بعض المعادن مثل الحديد والمغنيز
والمعادن المسببة لعسر الماء، وتتم إزالة الغازات الذائبة باستخدام . عملية
التهوية والتي تقوم أيضا بإزالة جزء من الحديد والمنغنيز عن طريق الأكسدة ،
وقد يكون الغرض من التهوية مجرد كما يحدث لبعض مياه الآبار العميقة التي
تكون حرارتها عالية مما يستدعي تبريدها حفاظا على كفاءة عمليات المعالجة
الأخرى . أما إزالة معادن الحديد والمنغنيز فتتم بكفاءة في عمليات الأكسدة
الكيمائية باستخدام الكلور أو برمنجنات البوتاسيوم .
ان الطابع
العام لمعالجة المياه الجوفية هو إزالة العسر بطريقة الترسيب ، ويتكون عسر
الماء بصورة رئيسة من مركبات الكالسيوم والماغنسيوم الذائبة في الماء .
ويأتي الاهتمام بعسر الماء نتيجة لتأثيره السلبي على فاعلية الصابون ومواد
التنظيف الأخرى ، بإضافة الى تكوين بعض الرواسب في الغلايات وأنابيب نقل
المياه ويوضح الشكل (1 ) تسلسل العمليات في محطة تقليدية تعالج مياه جوفية
تحتوي على نسب عالية من عسر الماء. تعتمد المملكة اعتماد كبيرا على المياه
الجوفية لاستخدامها في الأغراض المختلفة ، الأمر الذي ساهم في انتشار محطات
معالجة المياه الجوفية في ربوعها المختلفة . وفيما يلي استعراض موجز
للعمليات المختلفة المياه الجوفية في هذا النوع من المحطات .
أ ـ التيسير ( إزالة العسر ) بالترسيب
تعني
عملية التيسير أو إزالة العسر للمياه ( water softening) إزالة مركبات
عنصري الكالسيوم والماغنسيوم المسببة للعسر عن طريق الترسيب الكيمائي .
وتتم هذه العملية في محطات المياه بإضافة الجير المطفأ ( هيدروكسيد
الكالسيوم ) إلى الماء بكميات محدودة حيث تحدث تفاعلات كيمائية معينة تتشكل
عنها رواسب من كربونات الكالسيوم و هيدروكسيد الماغنسيوم . وقد يتم اللجوء
في كثير من الأحيان الى إضافة رماد الصودا (كربونات الصوديوم ) مع الجير
للتعامل مع بعض صور العسر . وتشمل عملية التيسير على حوض صغير الحجم نسبيا
تتم فيه إضافة المواد الكيمائية حيث تخلط مع الماء الداخل خلطا سريعا
لتوزيعها في الماء بانتظام ، ثم ينقل الماء الى حوض كبير الحجم ليبقي فيه
زمنا كافيا لإكمال التفاعلات الكيمائية وتكوين الرواسب حيث يخلط الماء في
هذه الحالة خلطا بطيئا يكفي فقط لتجميع والتصادق حبيبات الرواسب وتهيئتها
للترسيب في المرحلة التالية .
ب ـ الترسيب
تعد عملية الترسيب
من أوائل العمليات التي استخدامها الإنسان في معالجة المياه . وتستخدم هذه
العملية لإزالة المواد العالقة والقابلة للترسيب أو لإزالة الرواسب
الناتجة عن عمليات المعالجة الكيمائية مثل التيسير والترويب . وتعتمد
المرسبات في أبسط صورها على فعل الجاذبية حيث تزال الرواسب تحت تأثير وزنها
.
تتكون المرسبات غالبا من أحواض خرسانية دائرية أو مستطيلة الشكل
تحتوي على مدخل ومخرج للماه يتم تصميميها بطريقة ملائمة لإزالة أكبر كمية
ممكنة من الرواسب ، حيث تؤخذ في الاعتبار الخواص الهيدروليكية لحركة الماء
داخل الخوض . ومن الملامح الرئيسة لحوض الترسيب احتوائه على نظام لجمع
الرواسب ( الحمأة ) وجرفها إلى بيارة في قاع الحوض حيث يتم سحبها والتخلص
منها بواسطة مضخات خاصة . ويوضح الشكل (3) مقطعا في حوض ترسيب دائري .
ويمكن دمج عمليات إضافة المواد الكيمائية والخلط البطيء والترسيب في حوض
واحد يسمى مرسب الدفق العلوي شكل ( 4).
ج ـ الموازنة ( إعادة الكربنة ) :
نظرا
لأن المياه الناتجة هن عملية التيسير تكون في الغالب مشبعة برواسب كربونات
الكالسيوم ، وحيث أن جزءا من هذه الرواسب يتبقى في الماء بعد مروره بأحواض
الترسيب فإنه من المحتمل أن يترسب بعضها على المرشحات أو في شبكات التوزيع
مما يؤدي إلى انسداد أو الحد من كفاءة المرشحات الشبكات . لذلك فإن عملية
التيسير لضمان عدم حدوث تلك الأضرار . ومن عمليات الموازنة الأكثر استخداما
في التطبيق التقليدية هي إضافة غاز ثاني أكسيد الكربون بكميات محددة بهدف
تحويل ما تبقى من كربونات الكالسيوم الى صورة البيكربونات الذائبة .
د ـ الترشيح :
هو
العملية التي يتم فيها إزالة المواد العالقة ( العكارة ) . وذلك بإمرار
الماء خلال وسط مسامي مثل الرمل وهذه العملية تحدث بصوره طبيعية في طبقات
الأرض عندما تتسرب مياه الأنهار الى باطن
الأرض . لذلك تكون نسبة
العكر قليلة جدا أو معدومة في المياه الجوفية مقارنة بالمياه السطحية (
الأنهار والبحيرات وأحواض تجميع مياه الأمطار ) التي تحتوي على نسب عالية
من العكر .
تستخدم عملية الترشيح أيضا في إزالة الرواسب المتبقية بعد عمليات الترسيب في عمليات المعالجة الكيمائية مثل الترسيب والترويب .
تعد
إزالة المواد العالقة من مياه الشرب ضرورية لحماية الصحة العامة من ناحية
ولمنع حدوث مشاكل تشغيلية في شبكة التوزيع من الناحية الأخرى . فقد تعمل
هذه المواد على حماية الأحياء الدقيقة من أثر المادة المطهرة ، كما أنها قد
تتفاعل كيمائيا مع المادة المطهرة كما أنها قد تتفاعل كيمائيا مع المادة
المطهرة مما يقلل من نسبة فاعليتها على الأحياء الدقيقة ، وقد تترسب المواد
العالقة في بعض أجزاء شبكة التوزيع مما قد يتسبب في نمو البكتريا وتغير
رائحة المياه وطعمها ولونها.تتم عملية الترشيح داخل المرشح الذي يتكون من
ثلاث أجزاء رئيسة وهي : صندوق المرشح والتصريف السفلي ووسط الترشيح ، شكل
(5). يمثل صندوق المرشح البناء الذي يحوي وسط الترشيح ونظام التصريف السفلي
، ويبني صندوق المرشح في العادة من الخرسانة المسلحة ، كما توجد في قاعة ـ
الذي يتكون من أنابيب وقنوات مثقبة ـ طبقة من الحصى المدرج لمنع خروج
حبيبات الرمل من خلال الثقوب . والغرض من نظام التصريف السفلي تجميع المياه
المرشحة وتوزيع مياه الغسيل عند إجراء عملية الغسيل للمرشح . أما وسط
الترشيح فهو عبارة عن طبقة من رمل السيليكون ، وحديثا أمكن الاستفادة من
الفحم المجروش ورمل الجارنت . عند مرور المياه خلال وسط الترشيح تلتصق
المواد العالقة في بجدران حبيبات الوسط ، ومع استمرار عملية الترشيح تضيق
فجوات الوسط للمياه بحيث يصبح المرشح قليل الكفاءة وعند ذلك يجب إيقاف
عملية الترشيح وغسل المرشح لتنظيف الفجوات من الرواسب يتم في عملية الغسيل
ضخ ماء نظيف بضغط عال من أسفل المرشح عبر نظام التصريف السفلي ينتج عنه
تمدد الوسط وتحرك الحبيبات واصطدم بعضها مع البعض ، وبذلك يتم تنظيفها مما
علق بها من رواسب . وتندفع هذه الرواسب مع مياه الغسيل التي تتجمع في قنوات
خاصة موضوعة في أعلى صندوق المرشح ، وتنقل الى المكان الذي يتم فية معالجة
مخلفات المحطة وتستمر عملية الغسيل هذه لفترة قصيرة من الزمن (5 –10
دقائق) بعدها يكون المرشح جاهزا للعمل .
هـ التطهير :
هو
العملية المستخدمة لقتل الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض (الجراثيم
)، وتتم هذه العملية باستخدام الحرارة ( التسخين ) أو الأشعة فوق البنفسجية
أو المواد الكيميائية مثل البروم أو اليود أو الأوزون أو الكلور بتركيزات
لا تضر بالإنسان أو الحيوان . وتعد طريقة التسخين الى درجة الغليان أولى
الطرق المستخدمة في التطهير ولاتزال أفضلها في حمالات الطوارئ عندما تكون
كمية المياه قليلة ، لكنها عير مناسبة عندما تكون كمية المياه كبيره كما في
محطات المعالجة نظرا لارتفاع تكلفتها . أما استخدام الأشعة فوق البنفسجية
والمعالجة بالبروم واليود فتعد طرقا مكلفة . هذا وقد انتشر استخدام الأوزون
والكلور في تطهير مياه الشرب ، حيث راج استخدام الأوزون في أوربا والكلور
في أمريكا . وفي الآونة الأخيرة اتجهت كثير من المحطات في الولايات المتحدة
الأمريكية الى استخدام الأوزون بالرغم من عدم ثباته كيمائيا وارتفاع
تكلفته مقارنة بالكلور، وذلك لظهور بعض الآثار السلبية الصحية لاستخدام
الكلور ( الكلورة ) في تطهير مياه الشرب يتفاعل الكلور مع الماء مكونا حامض
الهيبوكلوروز وأيونات الهيبوكلورايت ثم يتفاعل جزء من حامض الهيبوكلوروز
مع الأمونيا الموجودة في الماء مكونا أمنيات الكلور ( الكلور المتحد
المتبقي) ويطلق على ما تبقى من حامض الهيبوكلوروز وأيونات الهيبوكلورايت
الكلور الحر المتبقي وهذه المركبات ( الكلور الحر والكلور المتحد )هي التي
تقوم بتطهير الماء وقتل الجراثيم الموجودة به ، ولذلك تلجا كثير من محطات
المعالجة الى إضافة الكلور بنسب تكفي للحصول على كلور حر متبقي يضمن تطهير
الماء الخارج من المحطة بكفاءة عالية ، بل في الغالب تكون كمية الكلور
المضاف كافية لتأمين كمية محدود من الكلور الحر المتقي في شبكة توزيع
المياه ، وذلك لتطهير المياه من أي كائنات دقيقة قد تدخل في الشبكة .
و ـ معالجة المخلفات:
تمثل
الحماة المترسبة في أحواض الترسيب ومياه الغسيل الناتجة عن غسل المرشحات
المصدرين الرئيسين للمخلفات في محطات معالجة المياه . وتحتاج هذه المخلفات
إلى معالجة لتسهيل عملية التخلص منها ولحماية البيئة من التلوث الناتج عنها
. ويتم ذلك بضخ مياه الغسيل الى حوض للتر ويق ، حيث تضاف إليها مادة
كيمائية مناسبة مثل البوليمر لتساعد على ترسيب المواد العالقة في مياه
الغسيل ، ثم تعاد المياه الناتجة عن هذه العملية إلى بداية خط المعالجة في
المحطة . آما الحمأة الناتجة من أحواض الترسيب والمواد المترسبة في حوض
الترويق فيتم إرسالها إلى حوض للتثخين حيث يتم تثخينها بإضافة البوليمة
الناسب ، وتعاد المياه الناتجة عن هذه العملية إلى مدخل المياه في المحطة ،
وبع ذلك تتعرض الحمأة المثخنة إلى عملية نزع المياه منها بطرق ميكانيكية (
الطرد المركزي أو الترشيح الميكانيكي ) يتم في النهاية الحصول على مواد
صلبة تحتوي على كميات قليلة من المياه يمكن التخلص منها بوضعها في أحواض
للتجفيف أو دفنها في باطن الأرض ، كما يمكن استخلاص بعض المواد الكيمائية
من هذه المخالفات ليعاد استخدامها في عمليات المعالجة .
تحديات جديدة
وشهدت
الآونة الأخيرة تغيرات جذرية في تقنيات المعالجة ترجع في كثير من الأحوال
الى النقص الشديد الذي تعانية كثير من دول العالم في المياه الصالحة للشرب
أو نتيجة لتلوث مصادر المياه كما هو الحال في أكثر الدول الصناعية . وقد
أدت هذه العوامل إلى البحث عن مصادر جديدة غير المصادر التقليدية والتي
تحتاج بطبيعة الحال إلى تقنيات معالجة متقدمة بالإضافة إلى المعالجة
التقليدية . ولذلك لجأت كثير من الدول ال تحلية مياه البحر وإلى تحلية بعض
مصادر المياه الجوفية المالحة ، وفي سبيل ذلك يتم استخدام تقنيات باهظة
التكاليف مثل عمليات التقطير الومضي وعمليات التناضح العكسي ، بالإضافة إلى
العديد من العمليات الأخرى للتحلية . وقد أدى تلوث مصادر المياه في بعض
أنحاء العالم إلى الشروع في استخدام تقنيات متقدمة ومكلفة مثل استخدام
الكربون المنشط وعمليات الطرد بالتهوية في إزالة الكثير من الملوثات
العضوية مثل الهيدروكربونات وبعض المبيدات والمركبات العضوية الهالوجينية .
ومن مظاهر التلوث الطبيعي وجود عناصر مشعة مثل اليورانيوم والراديوم
والرادون في بعض مصادر المياه . وتتركز الأبحاث الحديثة حول إزالة هذه
العناصر باستخدام عمليات الامتصاص ( استخدم الكربون المنشط والسيليكا )
وعمليات التناضح العكسي مع تحسين الأداء للعمليات التقليدية مثل التيسير
والترويب .
ومن الاتجاهات الحديثة في عمليات المعالجة التوجه نحو
استخدام بدائل لتطهير المياه غير الكلور نظرا لتفاعله مع بعض المواد
العضوية الموجودة في المياه ـ خاصة المياه السطحية ـ وتكوين بعض المركبات
العضوية التي يعتقد بأن لها أثرا كبيرا على الصحة العامة .
وتعد
المركبات الميثانية ثلاثية الهالوجين ، مثل الكلوروفورم ، في مقدمة نواتج
الكلورة التي لاقت اهتمام كبيرا في هذا الصدد ، إلا أن الحماس لاستخدام
بدائل الكلور ما لبث أن تباطأ في الآونة ألاخيرة نتيجة لاكتشاف أن هذه
البدائل ينتج عن الأوزون مركبات مثل الفورمالدهايد والاسيتالدهايد ، وعن
الكلورامين ينتج كلوريد السيانوجين ، وعن ثاني أكسيد الكلور ينتج الكلورايت
والكلوريت.
تلاقي المعالجة الحيوية باستخدام الكائنات الدقيقة
اهتمام بالغا في العصر الحاضر بعد أن كانت وقفا على معالجة مياه الصرف
لسنوات طويلة ، حيث أثبتت الأبحاث فاعلية المعالجة الحيوية في إزالة الكثير
من المركبات العضوية والنشادر والنترات والحديد والمنغنيز ، إلا أن
تطبيقاتها الحالية لا تزال محدودة ومقتصرة في كثير من الأحوال على النواحي
التجريبية والبحثية . وختاما نشير إلى أن إدخال التقنيات الحديثة على محطات
المعالجة التقليدية قد تستوجب تغييرات جذرية في المحطات القائمة وفي طرق
التصميم للمحطات المستقبلية ويعني ذلك ارتفاعا حادا في تكلفة معالجة المياه
، ويمكن تفادي ذلك أو الإقلال من أثره بوضع برامج مدرسة للترشيد في
استخدام المياه والمحافظة على مصادرها من التلوث
معالجة مياه الصرف الصحي
أدى
التطور الذي شهدته معظم دول العالم وزيادة عدد السكان وارتفاع مستوى
المعيشة إلى ارتفاع ملحوظ في الطلب على المياه ورغم أن بعض الدول لا تعاني
من هذه المشكلة بسبب تنوع مصادر المياه التقليدية فيها ووجود هذه المياه
بكميات تفي بالطلب إلا أن توزيع المياه المصالحة للاستعمال على سطح الكرة
الأرضية ليس متساوياً . وقد أدى ذلك إلى اختلال التوازن بين الكميات
المتوفرة من المياه والطلب الفعلي عليها ، الأمر الذي أدى إلى التفكير في
تنويع مصادر المياه واستغلال أكبر كمية ممكنة منها بشتى الطرق . وتعد إعادة
استعمال مياه الصرف الصحي المعالجة من طرق استغلال المياه التي تلاقي
قبولاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة .
إن الغرض من معالجة مياه الصرف
الصحي هو إسراع العمليات الطبيعية التي تحدث لتلك المياه تحت ظروف محكمة
وبحجم صغير . ومن الأسباب الهامة لتطوير طرق معالجة تلك المياه تأثيرها على
الصحة العامة والبيئة حيث كانت المعالجة تنحصر في إزالة المواد العالقة
والطافية والتخلص من المواد العضوية المتحللة وبعض الأحياء الدقيقة المسببة
للأمراض . ونتيجة لتقدم العلم في مجال الكيمياء والكيمياء الحيوية وعلم
الأحياء الدقيقة وزيادة المعرفة بتأثير الملوثات على البيئة سواء على المدى
القريب أو البعيد إضافة إلى التقدم الصناعي وإنتاج مواد جديدة جعل من
الضروري تطوير طرق معالجه لتلك المياه تكون قادرة على إزالة معظم الملوثات
التي لم يكن من السهل إزالتها بالطرق المستعملة قديماً .
مياه الصرف وملوثاتها
يتم
تجميع مياه الصرف الصحي من عدة مصادر ، وتعتمد الكميات التي يتم جمعها من
تلك المصادر على المصدر ونوعية نظام التجميع المستعمل فيها . ومن مصادر تلك
المياه ما يلي :
مياه استعمالات الأغراض المنزلية والتجارية وغيرها كالمدارس والفنادق والمطاعم .
مياه الاستعمالات الصناعية .
مياه الأمطار في حالة دمج شبكة المجاري بشبكة تصريف السيول .
المياه المتسربة من عدة مصادر وخاصة الجوفية .
تحتوي هذه المياه على عدة عناصر صلبة وذائبة ، يمثل الماء فيها نسبة 99.9% والبقية عبارة عن ملوثات أهمها :
مواد عالقة
مواد عضوية قابلة للتحلل
كائنات حية مسببة للأمراض
مواد مغذية للنبات نتروجين ، فوسفور، بوتاسيوم
مواد عضوية مقاومة للتحلل
معادن ثقيلة
أملاح معدنية ذائبة
معالجة مياه الصرف الصحي
تشمل
معالجة مياه الصرف الصحي مجموعة من العمليات الطبيعية والكيميائية
والإحيائية التي يتم فيها إزالة المواد الصلبة والعضوية والكائنات الدقيقة
أو تقليلها إلى درجة مقبولة ، وقد يشمل ذلك إزالة بعض العناصر الغذائية ذات
التركيزات العالية مثل الفوسفور والنيتروجين في تلك المياه ويمكن تقسيم
تلك العمليات حسب درجة المعالجة إلى عمليات تمهيدية وأولية وثانوية ومتقدمة
، وتأتي عملية التطهير للقضاء على الأحياء الدقيقة في نهاية مراحل
المعالجة وتتضمن هذه المراحل شكل مايلي :
المعالجة التمهيدية :
تستخدم
في هذه المرحلة من المعالجة وسائل لفصل وتقطيع الأجزاء الكبيرة الموجدة في
المياه لحماية أجهزة المحطة ومنع انسداد الأنابيب ، وتتكون هذه الوسائل من
منخل متسع الفتحات وأجهزة سحق وتحتوي هذه المرحلة أحيانا على أحواض أولية
للتشبيع بالأكسجين ، ومن خلال هذه العملية فإنه يمكن إزالة 5- 10% من
المواد العضوية القابلة للتحلل إضافة إلى 2-20 % من المواد العالقة . ولا
تعد هذه النسب من الإزالة كافية الغرض إعادة استعمال المياه في أي نشاط
المعالجة الأولية :
الغرض
من هذه المعالجة إزالة المواد العضوية والمواد الصلبة غير العضوية القابلة
للفصل من خلال عملية الترسيب . ويمكن في هذه المرحلة من المعالجة إزالة 35
– 50 % من المواد العضوية القابلة للتحلل إضافة إلى 50 –70 % من المواد
العالقة وحتى هذه الدرجة من المعالجة فإن الماء لا يزال غير صالح للاستعمال
. وتحتوي الوحدة الخاصة بالمعالجة الأولية على أخواض للترسيب بالإضافة إلى
المرافق الموجدة في وحدة المعالجة التمهيدية وربما تحتوي أيضا على وحدات
تغذية لبعض المواد الكيميائية إضافة إلى أجهزة لخلط تلك المواد مع المياه .
المعالجة الثانوية :
هذه
المرحلة من المعالجة عبارة عن تحويل احيائي للمواد العضوية إلى كتل حيوية
تزال فيما بعد عن طريق الترسيب في حوض الترسيب الثانوي ، وهناك عدة أنواع
من المعالجة الثانوية يمكن تقسيمها حسب سرعة تحليل المواد العضوية إلى :
عمليات
عالية المعدل : ومن أمثلتها عملية الحمأة المحفزة Activated sludge
process والترشيح بالتنقيط Trickling filter والتلامس الحيوي دائري الحركة
Rotating biological contactors .
عمليات منخفضة المعدل : ومن أمثلتها
البحيرات الضحلة ذات التهوية Aerated Lagoons وبرك الاستقرار Stabilization
Ponds . ويمكن من خلال المعالجة الثانوية إزالة ما يقرب 90 % من المواد
القابلة للتحلل إضافة إلى 85 % من المواد العالقة .
المعالجة المتقدمة :
يتم
تطبيق هذه المرحلة من المعالجة عندما تكون هناك حاجة إلى ما نقي بدرجة
عالية ويحتوي هذه المرحلة على عمليات مختلفة لإزالة الملوثات التي لا يمكن
إزالتها بالطرق التقليدية سابقة الذكر ومن هذه الملوثات : النتروجين و
الفوسفور والمواد العضوية والمواد العالقة الصلبة الزائدة إضافة إلى المواد
التي يصعب تحللها بسهولة والمواد السامة وتتضمن هذه العمليات ما يلي :
التخثر
الكيميائي والترسيب : Chemical coagulation & sedimentation التخثر
الكيميائي عبارة عن إضافة مواد كيميائية تساعد على إحداث تغير فيزيوكيميائي
للجسيمات ينتج عنه تلاصقها مع بعضها وبالتالي تجمعها ومن ثم ترسيبها في
أحواض الترسيب نظراً لزيادة حجمها وتستخدم . وتستخدم عدة مخثرات كيميائية
من أهمها مركبات الحديد والألمونيوم والكالسيوم والبوليمر .
الترشيح
الرملي : Sand Filtration :عبارة عن عملية تسمح بنفاذ الماء خلال وسط رملي
بسماكة لا تقل عن 50 سم ويتم من خلال هذه العملية إزالة معظم الجسيمات
العالقة والتي لم يتم ترسيبها في أحواض الترسيب نظراً لصغر حجمها إضافة إلى
إزالة المواد الصلبة المتبقية بعد عملية التخثر الكيميائي كما أن هذه
العملية ضرورية لتنقية المياه قبل معالجتها في عمليات لاحقة مثل الامتصاص
الكربوني والتبادل الأيوني والتناضح العكسي .
الامتصاص الكربوني :
Carbon Adsorption :ويتم في هذه العملية استخدام كربون منشط لإزالة المواد
العضوية المذابة حيث يتم تمرير المياه من خلال خزانات تحتوي على الوسط
الكربوني ويتم من خلال الكربون المنشط امتصاص المواد العضوية المذابة
الموجودة في مياه الفضلات . وبعد تشبع الوسط الكربوني يتم إعادة تنشيطه
بواسطة الحرق أو استخدام مواد كيميائية .
التبادل الأيوني Ion Exchange
من خلال هذه العملية يتم إخلال أيونات معينة في الماء من مادة تبادل غير
قابلة للذوبان بأيونات أخرى . وعملية التبادل الأيوني مشابهة لعملية
الامتصاص الكربوني إلا أن الأولى تستعمل لأغراض إزالة المواد غير العضوية .
التناضح
العكسي : Reverse Osmosis :يتم في هذه العملية ضخ الماء تحت ضغط عال من
خلال غشاء رقيق ذو فتحات صغيرة جدا يسمح بمرور جزيئات الماء فقط ويمنع مرور
جزيئات الأملاح .
عملية التطهير :
تتم عملية التطهير من خلال
حقن محلول الكلور إلى حوض التطهير حيث تتراوح الجرعة ما بين 5 –10 مليجرام
للتر الواحد وعادة ما تكون فترة التطهير لمدة 15 دقيقة كحد أدنى في حالة
عدم استخدامها وفي حالات استخدام المياه في الأغراض الزراعية فإن مدة
التطهير تصل إلى 120 دقيقة .
مكافحة تلوث المياه في المصافي
تكون عادة في الزيوت المواد الذا