1 بحث حول الجبال الإثنين يناير 31, 2011 8:18 pm
Abdou
عضو فعالمقدمة :
جبل كتلة ضخمة من الأحجار والصخور توجد
على قطعة ضخمة كبيرة هي سطح الأرض الذي يتكون من نفس المادة وهي ايضا قمم
مرتفعة العلو. الجبل بصورة عامة أكثر ارتفاعا من الهضبة هناك اختلاف حول
تحديد الارتفاع الكافي للجبل لاعتباره جبلا فالموسوعة البريطانية تستعمل
ارتفاع 610 متر عن سطح الأرض لإطلاق مصطلح الجبل على المرتفع . يعتبر جبل
إفرست أعلى جبل في العالم .
لم يعرف عن الجبال سابقا إلا أنها كتل صخرية
عالية الارتفاع عن سطحالأرض، واستمر هذا التعريف إلى أن أشار “بيير بوجر”
عام 1835م إلى أن قوى الجذبالمسجلة لسلاسل جبال الإنديز أقل بكثير مما هو
متوقع من كتلة صخرية هائلة بهذاالحجم، فاقترح ضرورة وجود كتلة أكبر غائصة
من نفس مادة تلك الجبال حتى يكتمل تفسيرالشذوذ في مقدار الجاذبية. وفي
أواسط القرن التاسع عشر أشار “جورج إيفرست” إلى وجود شذوذ في نتائج قياس
جاذبية جبال الهيمالايا بين موقعينمختلفين، ولم يستطع “إيفرست” تفسير تلك
الظاهرة فسمّاها “لغز الهند”, وأعلنجورج إبريسنة 1865 أن جميع سلاسل الجبال
في الكرة الأرضية عبارة عن كتل عائمةعلى بحر من المواد المنصهرة أسفل
القشرة الأرضية، وأن هذه المواد المنصهرة أكثركثافة من مادة الجبال ولذا لا
بد أن تغوص الجبال في تلك المواد المنصهرة العاليةالكثافة كي تحافظ على
انتصابها.
وهكذا اكتشف علم الجيولوجيا شيئا فشيئا أن القشرة الأرضية
عبارة عن قطع متجاورات سميت بالألواح أو الصفائح القارية, وأن الجبال
الضخمة تطفو على بحر من الصخور المرنة الأكثر كثافة تقع دونها, وأن للجبال
جذوراً تساعدها على الطفو وتثبيت تلك الألواح حتى لا تميد وتضطرب. يقول
الجيولوجي فان أنجلين Van Anglin في كتابه “Geomorphology” الصادر في عام
1948 (ص:27): “من المفهوم الآن أنه من الضروري وجود جذر في السيما مقابل كل
جبل فوق سطح الأرض”. وأما من حيث الوظيفة أو دور الجبال في تثبيت القشرة
الأرضية فقد أكده مبدأ “التوازن الهيدروستاتي للأرض” كما ذكره الجيولوجي
الأمريكي داتون Dutton سنة 1889 حيث يقرر أن المرتفعات الجبلية تغوص في
الأرض بمقدار يتناسب طرداً مع ارتفاعها وعلوّها، وحقيقة “الألواح الأرضية”
التي تأيدت عام 1969 تبيّن أن الجبال تقوم بحفظ توازن كل لوح من ألواح
القشرة الأرضية.
وجه الإعجاز:
في الوقت الذي كان فيه الإنسان
يجهل حقيقة الجبال، والذي ظل حتى منتصف القرن التاسع عشر، جزم القرآن
الكريم في هذه الآية الكريمة بأن الجبال تشبه الأوتاد شكلاً ووظيفة، وتبين
حديثا صدق هذ التشبيه الدقيق ؛ فبما أن للوتد جزء ظاهر فوق سطح الأرض وجزء
منغرس في باطن قشرة الأرض ووظيفته تثبيت مايتعلق به، فكذلك الجبال لها جزء
ظاهر فوق قشرة الأرض وجزء منغرس في باطنها يتناسب طرداً مع ارتفاعها
وعلوّها، ووظيفة الجبال هو تثبيت ألواح قشرة الأرض وتمنعهامن أن تميد
وتضطرب بفعل الطبقة المنصهرة تحتها. وبهذا يتضح أن هذا الكتاب هو كلام الله
تعالى خالق الجبال والأكوان مصداقاً لقوله جل وعز: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ
خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
ظلت الأساطير
تنسج حول الجبال لآلاف السنين، فكانت كل حضارة من الحضارات القديمةتنظر إلى
أن هناك آلهة للجبال، وكانوا ينظرون إلى الجبال على أنها أكثر أجزاء
الأرضثباتاً، ولكن القرآن الكريم حدثنا عن حركة خفية للجبال لا نشعر بها.
سوفيكون
بحثنا حول آية عظيمة وهي قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ
تَحْسَبُهَاجَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ
الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّشَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل:
88]. إن الذي يقرأ هذه الآيةيلاحظ أن الله تعالى قد ذكر أن الجبال تتحرك
وتمرّ تماماً كالغيوم في السماء عندماتمر أمامنا، والسؤال: ماذا يقول العلم
الحديث وما هي آخر الاكتشافات العلمية حولالجبال؟
حركة الألواح الأرضية
في
عام 1912 اقترح العالم Alfred Wegener نظريةالانجراف القاري بعد ما لاحظه
من دلائل تؤكد أن القارات كانت كتلة واحدة. وقد كانتالمرة الأولى التي
يتحدث فيها شخص عن حركة اليابسة بما تحمله من جبال ووديان، وقدتعجب أن
العالم الذي اقترح هذه النظرية قد اتَّهمه الناس بالجنون، ولم يصدقوا
بأنالجبال يمكن أن تتحرك!!
ففي ذلك الوقت كان من الصعب جداً أن
يتصور العلماء بأن هذه الكتل الضخمة من اليابسة تطوف حول العالم! كان من
الصعب أن يتخيل الناس أنا لألواح الأرضية تتحرك وتمتد، وربما يكون علماء
أمريكا هم أشد عداءً لهذه الفكرة فيذلك الوقت، وبقي هذا العداء حتى منتصف
الستينات من القرن العشرين، ولكن الحقائق العلمية والدلائل التي تثبت حركة
ألواح الأرض أصبحت كثيرة وأكبر من أن تدحض.
ومنذ السبعينيات من
القرن العشرين بدأت نظرية تحرك القارات تأخذ شكلا لحقيقة العلمية، حتى جاء
القرن الحادي والعشرين عندما رأى العلماء حركة هذه القارات رؤية يقينية من
خلال الأقمار الاصطناعية والرادارات والمراصد الفلكية المتوضعة في أماكن
مختلفة من الأرض.
وهناك إثباتات من الرسوبيات والأحافير و النباتات
والحيوانات وغير ذلك حيث وجد العلماء نفس الآثار في جميع القارات، ومنغير
المعقول أن هذه الكائنات الحية التي عاشت قبل ملايين السنين مثل
الديناصورات قدعبرت المحيطات من قارة لأخرى، ولذلك فإن المنطق العلمي يفرض
بأن القارات كانتمجتمعة في كتلة واحدة ثم انفصلت وتباعدت خلال مئات
الملايين من السنين.
تتركب القشرة الأرضية مع الطبقة التي تليها من
مجموعة من الألواح، وتوجدبين هذه الألواح صدوع أو شقوق. وقد تبين للعلماء
أن هذه الألواح في حالة حركةدائمة، وبنتيجة حركة الألواح واصطدامها مع
بعضها تتشكل الجبال، وهذه الجبال تكون فيحالة حركة دائمة أيضاً.
يعتقد
علماء الجيولوجيا اليوم أن سطح الكرة الأرضية ليس كتلة واحدة بل أشبه بلوح
مكسور إلى مجموعة ألواح ومتوسط سماكة هذه الألواح 80كيلو متر، وهذه
الألواح تتحرك فوق طبقة ثقيلة وساخنة وتسير الألواح بسرعة 10 سنتمتر وسطياً
في السنة. وعلى حدود هذه الألواح تتوضع معظم البراكين في العالم، وتكون
المناطق الحدودية من أكثر المناطق تعرضاً للزلازل والهزات الأرضية.
وتوجد ثلاثة أنواع لحركات الحدود التي تفصل بين الألواحوهي:
1-
نهايات متباعدة: وهنا نجد أن الألواح تتباعد عن بعضها ممايشكل فجوات تمتلئ
بالحمم المنصهرة المتدفقة من الأرض على مر ملايين السنين وتشكلقشرة أرضية
جديدة عند هذه المنطقة.
2- نهايات متقاربة: وتنشأ عند اقتراب
الألواح الأرضية من بعضها فتنزلق لتشكل الوديان، أو تصطدم ويبرز أحد
اللوحين وتشكلا لسلاسل الجبلية وتنشأ الجبال تدرجياً بطريقة الانتصاب، ومن
هنا ربما ندرك عمق الآية الكريمة عندما طلب الله منا أن نتأمل إلى هذه
الجبال كيف نُصبت فقال: (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) [الغاشية:
19].
3- تصطدم الألواح معبعضها عند الحواف مباشرة وهنا تحدث الهزة الأرضية الزلازل.
شكل
يمثل اصطدام اللوح الهندي باللوح الأوربي قبل 45 مليون سنة،حيث تحرك اللوح
الهندي باتجاه اللوح الأوربي وتصادما وخلال ملايين السنين انتصبتسلسلة
جبال الهملايا بشكل يدعو للتأمل والتفكر بعظمة هذا الاصطدام وكيف شكل
هذهالجبال التي تمثل أعلى قمم في العالم. وانظروا معي إلى النقطة المرجعية
(باللونالأصفر) والتي كانت في الأسفل ثم انتصبت وارتفعت إلى الأعلى، وهنا
نحن نستجيب لدعوةالله تعالى لنا أن ننظر إلى هذه الجبال كيف نُصبت! يقول
تعالى: (أَفَلَايَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى
السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ)
[الغاشية: 17-19]. المصدر U.S. Geological Survey
كيف تتحرك الجبال؟
الجبل
هومنطقة من الأرض ترتفع بشكل مفاجئ عما حولها. والسلاسل الجبلية هي مجموعة
كبيرة منالجبال تمتد لآلاف الكيلو مترات وتشكل ما يشبه الأحزمة. مثل سلسلة
جبال الهملاياشمال الصين، وسلسلة جبال الألب في قلب أوربا.
ففي
سلسلة جبال الهملايا توجدأعلى قمم في العالم تشكلت قبل حوالي 45 مليون سنة،
وذلك بعد أن اصطدم لوحان منالألواح القارية بعضهما ببعض، فتشكلت هذه
السلاسل وبرزت كنتيجة للتصادم العنيف. وهناك بعض السلاسل الجبلية في شمال
شرق أمريكا يعود تاريخ تشكلها إلى ما قبل ألفمليون سنة.
للجبال عدة حركات أهمها:
1-
حركةأفقية مع ألواح الأرض. فاللوح الهندي مثلاً يتحرك مع ما يحمله من جبال
كل سنة عدةمليمترات، إذن الجبال تتحرك وتمر وتُدفع بنتيجة التيارات
الحرارية للطبقة التي تليجذور الجبال.
2- حركة عمودية بنتيجة التيارات الحرارية أيضاً والتي تساهم فيرفع الجبل وخفضه عدة مليمترات كل سنة.
3-
هناك حركة اكتشفت حديثاً، ففي عام 2006 وجد أحد العلماء وهو البرفسور
Russell Pysklywec من جامعة تورنتو أن الأمطارالهاطلة بالقرب من الجبال
فإنها تختزن في خزانات ضخمة تحت الجبال وتؤثر على جذورالجبال. قام هذا
العالم ببحثه في جبال الألب جنوب نيوزلندة، فوجد أن الأمطار تسببللجبال
تآكلاً مقداره 10 مليمتر كل سنة.
صورة لبحيرة Pangong في شمال الهند
مأخوذة من ارتفاع 6 كيلو مترتقريباً، ونلاحظ التمدد الكبير للوح الذي يسمى
لوح التيبت، مما فسح المجال للمياهأن تتجمع في هذه البحيرة، وهذه الظاهرة
تتكرر كثيراً على سطح الأرض حيث نلاحظ وجودحركة للألواح الأرضية خلال
ملايين السنين تساهم في تشكل الجبال ونشوء البحيراتوالأنهار. المصدر Woods
Hole Oceanographic Institution
ويؤكد العلماءوجود مراحل لنشوء
الجبال حيث تبدأ بتمدد الألواح ثم اصطدامها ثم تشكل الجبال ثمتفسح المجال
أمام الأنهار لتتشكل، إذن نحن أمام ثلاثة مراحل: امتداد الألواح أيتمددها،
ثم نشوء الجبال الرواسي، ثم تشكل الأنهار، وهذا ما لخصه لنا القرآن
بكلماتقليلة في قول الحق تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ
فِيهَارَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3.
ويقول البروفسور
Pysklywec إن هذهالأمطار وما تختزنه الجبال من مياة تغير سلوك الجبال من
حيث الحركة، وتؤثر على حركةالألواح التي تحمل هذه الجبال وبالتالي يمتد
التأثير ليصل إلى جذورالجبال.
ويستغرب هذا العالم من وجود هذه
الحركة الغريبة والمعقدة للجبال،ويقول: "إننا لم نكن نتوقع أن التغيرات على
سطح الجبل يمكن أن تؤثر على جذر هذاالجبل وعلى حركته، إنها المرة الأولى
التي ندرك فيها أن الألواح الأرضية تتحرك بفعلالتأثيرات الخارجية على سطح
الأرض".
يقوم البرفسور Pysklywec بتجاربه علىالحاسوب، طبعاً
الكمبيوتر العادي لا يمكن أن يقوم بمثل هذه التجارب المعقدة، لذلكيلجأ إلى
الكمبيوتر العملاق المسمى "سوبر كمبيوتر" حيث يضع برامج خاصة لمحاكاة
مايحدث على عمق عدة مئات من الكيلو مترات تحت سطح الأرض حيث تبلغ درجة
الحرارة أكثرمن 1500 درجة مئوية، وكل تجربة يستغرق هذا الكمبيوتر وعلى
الرغم من سرعته الفائقةيستغرق عدة أيام لإنجازها، إن هذه الظروف قد تغير
حركة الألواح لتعكساتجاهها.
إذن الحقيقة التي يقررها العلماء اليوم
هي أن الجبال تمر وتتحركوأحياناً تعكس اتجاه حركتها وسبب هذه الحركة أنها
تُدفع بواسطة التأثيرات الحراريةالباطنية للأرض، تماماً كما تدفع الرياح
الغيوم! ولكن حركة الجبال لا يمكن إدراكهامباشرة ولكن تأثيراتها تظهر خلال
ملايين السنين.
صورة تمثل حركة الجبال مع القشرة التي تتوضع عليها،
وهذه الحقيقةالعلمية لم تُكتشف إلا في منتصف القرن العشرين، ومنذ أقل من
سنة فقط تبين للعلماءأن حركة الجبال معقدة جداً، وهي حقيقة يقينية أن
الجبال تتحرك وتمر مروراً بسبب قوةالدفع التي تولدها التيارات الحرارية تحت
جذور الجبال، تماماً مثل مرور الغيوم فيالسماء عندما تحركها قوة الدفع
للرياح!! ولذلك يقول تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَتَحْسَبُهَا جَامِدَةً
وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِيأَتْقَنَ كُلَّ
شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88
يؤكد العلماء
اليوم أن الجبال تتحركحركة خفية بكافة الاتجاهات تقريباً، وتبلغ سرعة
الجبل أقل من مليمتر في الشهر، لذلكهي سرعة لا يمكن إدراكها بل إننا نراها
جامدة تماماً، ولكنها في الحقيقة تتحرك،وتمر أمامنا (وَتَرَى الْجِبَالَ
تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّالسَّحَابِ). وهناك حركة ثانية
للجبل بسبب القوى الحرارية التي تسبب قوة رفع الجبل،وكذلك فإن الجبل يتآكل
من أطرافه باستمرار، وكأن الأرض تتآكل من أطرافها: (أَوَلَمْيَرَوْا أَنَّا
نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا).
صورة لقارة
أستراليا توضح كيف تتحركهذه القارة باتجاه الشمل الشرقي، بمعدل 73 مليمتر
في السنة، ويتحرك قاع البحار منحولها 50 مليمتر في السنة باتجاه الشرق.
إن
الجبال الموجودة على الكواكب مثلالمريخ تتحرك أيضاً! فقد وجد العلماء أدلة
مقنعة على حركة أن القشرة التي تغلف سطحالمرج (أي الطبقة الخارجية) تتحرك،
فهذا الكوكب يشبه الأرض فهو يتألف من طبقاتأيضاً، القشرة من الخارج ثم
الوشاح ثم النواة. وطبعاً منطقة الوشاح تحت القشرة لزجةوحارة جداً، وتتحرك
القشرة فوقها وتطفو، وهذا يثبت أن الجبال على سطح المريخ تتحركأيضاً.
إعجاز مذهل!!
إن
الذي يتأمل هذه الاكتشافات العلمية، وجميعها تؤكد علىحركة الجبال فهي
تتحرك ولا نشعر بها أبداً، ومن هنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى: (وَتَرَى
الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ
صُنْعَاللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا
تَفْعَلُونَ) النمل: 88]. هذه الآية العظيمة هي دليل عظيم على صدق القرآن
وأنه كتاب الحقائق، فلا يمكنلأحد زمن نزول القرآن أن يتنبأ بحركة الجبال
ويصفها بأنها تشبه مرور الغيوم، وهذاالتشبيه صحيح علمياً.
فالغيوم تُدفع
بالتيارات الهوائية الناتجة عن فروق درجاتالحرارة، وكذلك الجبال تُدفع
بالتيارات الحرارية الناتجة عن فروق درجات الحرارة علىعمقمئات الكيلو
مترات. كذلك فإن حركة الغيوم تكون عادة انسيابية وبطيئة وكذلك حركةالجبال
انسيابية وبطيئة ولا نكادج نحس بها.
الغيمة قد تغير اتجاه حركتها حسب
قوىالرياح التي تدفعها، وكذلك الجبل يمكن أن يغير ويعكس اتجاه حركته أيضاً،
حسب الظروفالبيئية المحيطة به. أيضاً إذا دققنا النظر في أي غيمة نرى
بأنها تتحرك في كافةالاتجاهات: إلى أعلى وأسفل وإلى الشرق أو الغرب، وكذلك
الجبل يتحرك في جميعالاتجاهات.
شكل يمثل حركة الجبال على القشرة
الأرضية بفعل التياراتالحرارية التي تحدث تحت هذه القشرة،وتدفع الجبال
تماماً كما تدفع الرياح الغيوم، وصدق الله عندما قال: (وَتَرَى الْجِبَالَ
تَحْسَبُهَاجَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ
الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّشَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل:
88]. المصدر AmateurAstronomy & Earth Sciences, December 1995
ومن
عظمة هذه الآية أنه لا يوجد تناقض فيفهمها على مر العصور، فمنذ مئات السنين
فهم المفسرون هذه الآية على أنها تتحدث عنحركة الجبال يوم القيامة، وهذا
الفهم صحيح لأن الجبال بالفعل ستتحرك وتسير ثمينسفها ربنا ويسويها بالأرض.
وحديثاً
فهم علماؤنا هذه الآية على أنها تتحدث عندوران الأرض حول نفسها، وهذا فهم
صحيح لأن الأرض بالفعل تتحرك مع كل ما تحمله منجبال وبحار ومخلوقات. ونحن
اليوم نفهم من هذه الآية إشارة واضحة إلى حركة الألواحالأرضية وإلى حركة
الجبال على هذه الألواح، وقد يتطور العلم فنجد أننا أمام فهمجديد، وتبقى
الآية صحيحة وتتفق مع العلم الحديث مهما تطور هذا العلم، وهذا لا يكونإلا
لكلام الله تعالى.
الهدف من هذه الحقيقة الكونية
والآن نتساءل:
لماذا ذكرالله تعالى هذه الحقيقة الكونية الخفية في كتابه؟ ولماذا أمرنا أن
نتدبرها؟ هللمجرد حب المعرفة أو الفضول أو معرفة أسرار الكون، أم أن هناك
أهدافاً أخرى؟الحقيقة عندما نتأمل هذه الآية نلاحظ أن الله اختتمها بقوله:
(إِنَّهُ خَبِيرٌبِمَا تَفْعَلُونَ)، فما علاقة حركة الجبال التي لا نراها
بعلم اللهبأفعالنا؟
بعد تأمل طويل لهذه الآية وجدت وكأن هذه الآية تحمل
رسالة لنا نحنالبشر، وبخاصة المؤمنين: اعلموا كما أن الله تعالى يعلم حركة
هذه الجبال وأنتم لاترونها، وأن الله قد أخبركم عن هذه الحركة الخفية ولم
تتأكدوا منها إلا بأدقالأجهزة، كذلك فإن الله تعالى يعلم كل فعل تقومون به،
أو كلمة تنطونها، أو فكرة قدتخطر ببالكم، فينبغي عليكم أن تحسوا بمراقبة
الله لحركاتكم وسكناتكم، لأنه يراهاوسيحاسبكم عليها.
الجبل الجليدي
كتلة
ضخمة من الجليد، انفصلت عن أطراف إحدى المثالج، ثم انسلت إلى مياه المحيط.
وتتكون من مياه عذبة متجمدة. وتمثل هذه الظاهرة مع الضباب أكبر خطر طبيعي
على السفن.
وقد تغنى المكتشفون بوصف ألوانها وجمالها الطبيعي، وقارنوه
بالقلاع والأبراج والأهرامات والكنائس والقصور. ويمكن أن يصل وزن أضخمها
إلى أكثر من مليون طن. ويتراوح الجزء الظاهر منها فوق سطح الماء ما بين
السُبع أو العُشر. تأخذ الجبال الجليدية لونها الأبيض بسبب تغطية صفائح من
الماء للتجاويف الهوائية الموجودة في جسم الجبل الجليدي. فعندما تشرق الشمس
تتشكل مسيلات مائية على الجوانب، وتسقط عن أطرافها كالشلالات .
وغالبًا
ما تحمل الجبال الجليدية ولمسافات طويلة أحجارًا ضخمة، وكميات من الحصى
جلبتها من المنشأ على اليابسة، وعندما يذوب الجبــل الجليدي تستقر هذه
الحمولة في قاع البحر .
الجبال الجليدية في شمال المحيط الأطلسي.
تأتي الجبال الجليدية في شمالي المحيط الأطلسي من جزيرة جرينلاند، حيث تغطي
الجزيرة تقريبا مثلجة (نهر جليدي) ضخمة تبلغ مساحتها نحو 1,834,000كم²،
ويصل متوسط سُمكها 1,500م، ويمتد منها لسانان إلى البحر. ونظرًا لوجود
الشقوق الجليدية وأمواج البحر الهائج، تنفصل الجبال الجليدية عن اللسانين.
ويرافق بداية توسع الشقوق الجليدية أصوات كأصوات الانفجارات الضخمة والرعد.
وإذا سقطت إحدى هذه الجبال الجليدية في خليج ضيق مقفل فإنها تسبب أمواجًا
عالية.
تسير الجبال الجليدية شمالي الأطلسي، عبر خليج بافن ومضيق ديفز،
إلى ساحل لبرادور بكندا، ويصل بعضها الى المحيط الأطلسي، بتأثير تيار
لبرادور عبر سواحل نيوفاوندلاند .
وفي هذا الجزء من المحيط الأطلسي تذوب
القاعدة بسبب أشعة الشمس ومياه المحيط الدافئة. ويمكن أن تنفصل أجزاء من
هذه الجبال الجليدية على شكل نتف جليدية بحجم البيت تقريبا. أو أنها تنفصل
عنها أجزاء أصــغر تسمى رضمات. وسميت هذه القطع بهذا الاسم بسبب الصوت الذي
يصاحب طفوها فوق الأمواج. وتختفي جميع الجبال الجليدية تماما على بعد 650
كم جنوبي نيوفاوندلاند .
تغص خطوط الملاحة البحرية شمالي الأطلسي
بالجبال الجليدية خلال شهور أبريل ومايو ويوليو، مما يدعو السفن إلى تغيير
مسارها إلى الجنوب من تلك الخطوط.
الجبال الجليدية للقارة القطبية
الجنوبية . (أنتاركتيكا). تنفصل العديد من الجبال الجليدية عن الغطاء
الجليدي للقارة القطبية الجنوبية، وبعض هذه الجبال أكبر من تلك الموجودة
شمال الاطلسي بعدة مرات. إذ يصل اُقصى طول لأضخمها 320 كم، وأقصى عرض 97
كم، وتغطي هذه الكتل الجليدية مساحة تقدر بحوالي 13 ألف كم²، وغالبية
الجبال الجليدية في هذه المنطقة هي من فئة 16 كم طولا. وبالمقابل فان أطول
جبل جليدي أمكن قياسه شمالي الأطلسي هو بطول 4,6 كم .
دوريات مراقبة
الجليد. تشكل الجبال الجليدية خطرا فعليا على الملاحة البحرية. فقد حدثت
إحدى كبريات الكوارث البحرية في التاريخ بسبب هذه الجبال الجليدية، حيث
غرقت سفينة الركاب العابرة للمحيط الأطلسي تيتانك في أبريل عام 1912م،
وكانت هذه الرحلة الأولى لأضخم سفينة عائمة في العالم من إنجلترا الى
نيويورك، وغرق في هذا الحادث نحو 1,500 شخص، بعد أن اصطدمت تلك السفينة
بجبل جليدي.
أدى تحطم تيتانك، إلى إنشاء دورية الجليد الدولية، على طول
طريق الملاحة البحرية شمالي الأطلسي. وتساهم بتكاليف هذه الدورية، الدول
الملاحية الرئيسية في العالم، ويشارك خفر السواحل الأمريكي أيضا، في المهمة
عينها، وتقوم هذه الدورية بتحديد مواقع الجبال الجليدية في المنطقة،
والتنبؤ باتجاهات حركتها. وحديثاً، أخذت الطائرات والأقمار الصناعية تقوم
بالمهمة نفسها.
ويبدو أن الإنسان لا يستطيع إلا عمل القليل للسيطرة على
الجبال الجليدية، فمن الصعب تدمير أي جبل جليدي بوساطة التفجير. أو سحبها
خارج مسارات السفن، بل من الصعب الإقتراب منها، لأن الجزء الغارق يمكنه
تحطيم قاع السفينة
الخاتمة :
الجبال كتلا ضخمة من الاحجار
والصخور توجد على قطعة ضخمة كبيرة هي سطح الأرض الذي يتكون من نفس المادة
فكتلة هائلة من الصخور تجثم على كتلة أخرى هي سطح الأرض هذا الذي يعلمه
الناس عن الجبال ولكن الإنسان عندما تعمق في بصره ورأى ما تحت هذه الطبقات
وما تحت قدمه وكشف الطبقات التي تتكون منها الأرض وجد أن الجبال تخترق
الطبقة الأولى التي يصل سمكها إلى خمسين كيلو مترا من الصخور هي قشرة الأرض
يخترق هذه الطبقة ليمد جذرا له في الطبقة الثانية المتحركة تحتها وتحت
أرضنا هذه طبقةأخرى تتحرك لكن الله ثبت هذه الأرض على تلك الطبقة المتحركة
بجبال تخترق الطبقتين فتثبتها كما يثبت الوتد الخيمة بالأرض التي تحت
الخيمة وهكذا وجدوا جذرا تحت كل جبلوكانت دهشة الباحثين والدارسين عظيمة
وهم يكتشفون أن هذا كله قد سجل في كتاب اللهمن قبل فقال تعالى : (
وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) النبأ: 7 وقال تعالى : ( وَالْجِبَالَ
أَرْسَاهَا ) النازعات وقال تعالى : ( وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ
أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) لقمان