لا
زالت المولودية تبحث عن استقرار عارضتها الفنية، بعد رحيل المدرب السابق،
عبد الحق بن شيخة، الذي هرب بسبب غياب الأموال، وها هو المدرب الجديد
الفرنسي، فرانسوا براتشي، يلوح للعمل بالمثل، وترك السفينة حتى قبل أن
تبحر، طالما أنه أدرك أن أدنى إمكانات العمل غائبة، وهو الذي يدين للفريق
بمبلغ 106 ألاف أورو، والقضية كانت فصلت فيها العدالة لصالحه، ورغم ذلك،
قبِل فكرة المجيء للعمل مجددا، لكنه اشترط استلام نصف المبلغ الذي يدين به
للفريق، وإلا لن يكون اليوم ضمن الفريق الذي سيتنقل إلى سعيدة لمواجهة
المولودية المحلية.

وقالت
مصادر الشروق، إن التقني الكورسيكي لم يكن ليبادر بهذه الخرجة لولا بعض
الأصدقاء، الذين تعرف عليهم في الجزائر في المرتين السابقتين التي عمل
فيهما في المولودية، حيث دعوه للتعقل والتبصر قبل اتخاذ أي قرار، داعين
إياه للمطالبة بأمواله السابقة، وتحديد نوعية العقد الذي يجب أن يبرمه مع
الإدارة قبل الشروع في العمل، وهو ما فعله الفرنسي الذي راح يهدد بعدم
التنقل مع الفريق، اليوم، إلى سعيدة، لو لم تتحقق مطالبه.

ولم
يتوقف مشكل المولودية في المدرب فقط، ولا في سابقيه، مثل زكري الذي يطالب
دائما بمبلغ 200 مليون سنتيم، ولا حتى مقلاتي الذي أبعد دون أن ينال مقابل
المدة التي عمل فيها في الفريق، بل شملت اللاعبين أيضا، وفي مقدمتهم
القدامى، وعلى رأسهم حمزة كودري الذي هرب من الفريق، واختفى بسبب تعامل
الإدارة مع مطلبه المتمثل في الحصول على أمواله التي يدين بها منذ موسمين،
وحتى بابوش يعيش هو الآخر نفس المشكل، لكن لا أحد تحرك ليسدد لهم جميعا
أموالهم، كلها معطيات، وأخرى لا يسع الظرف للخوض فيها، مثل ديون الفريق
تجاه إدارة ملعب 5 جويلية، البليدة، الفنادق والمطاعم تؤكد وصول عميد
الأندية إلى الهاوية، وتدخل الجهات المعنية لإنقاذه ـ إن أمكن ـ بات
ضروريا، فالفريق مقبل على السقوط، والقوانين المتعامل بها تمنعه من جلب
لاعبين جدد في الميركاتو، ناهيك عن أزمة النتائج التي يتخبط فيها.

وسيتنقل
الفريق، اليوم، إلى سعيدة لمواجهة المولودية المحلية في ظروف غير عادية
تماما، بالضبط مثلما كانت عليه منذ الموسم الفارط، حيث سيغيب عدد كبير من
اللاعبين عن المباراة بعضهم بسبب الإصابات، مثل عطافان، أوسالي وشرفة،
والبعض الآخر بداعي العقوبة، مثل الحارس فوزي شاوشي، ويعيب آخرون بسبب
التزاماتهم مع المنتخب الأولمبي، مثل داود و بن سالم، وكل المؤشرات التي
تلوح في الأفق، ترشح الفريق لتلقي هزيمة رابعة، ومنذ انطلاق الموسم تعكس
حالته الكارثية.