1 بين الهدف والوسيلة ومحاكمة الثقافة في جامعاتنا الإثنين يناير 24, 2011 6:55 am
* ♥¤ فاتح28 ¤♥ *
عضو فعالبين الهدف والوسيلة ومحاكمة الثقافة في جامعاتنا
بين الهدف والوسيلة ومحاكمة الثقافة في جامعاتنا
بقلم طارق عبد الفتاح الجعبري
يشتكي معظم العاملين في حقل
التعليم الجامعي تدني الاهتمام العلمي لدى الطلاب ناهيك عن المساهمة في
البحث العلمي ،وهنا تظهر هذه الملاحظة كظاهرة عامة تحتاج إلى المزيد من
الجد والاجتهاد والبحث حول أسبابها ومظاهرها وإيجاد الحلول للحد منها على
الأقل، فطلبتنا وبشكل عام ليس لديهم ثقافة التعليم الجامعي الحقيقي
،واشتغالات الطلبة في سنين دراستهم الجامعية فيها الكثير الكثير دون تحصيل
التعليم الذي قد يكون في أدنى سلم اهتماماتهم، وللأسف فان التعليم الجامعي
الذي هو مسار المستقبل وأمل الأمم ما زال يراوح مكانه في بلادنا العربية
،وقد يطول الحديث عن أسباب ضعف الاهتمام والتحصيل لدى الطلاب وأسباب علاجها
.
لكن ما أود الإشارة إليه في
مقالتي هذه ،أن التعليم الجامعي على اختلاف أنواعه هو وسيلة من الوسائل
العلمية للرقي بالأمة ونهضة حضارتها، وبالطبع ليس هدفا في حد ذاته، فما
المانع لو أعيد دراسة الأساليب التقليدية في الجامعات أو كيفية تطويرها ،أو
حتى البحث عن بديلا لها من خلال أفكار إبداعية خلاقة، ما المانع في ذلك ،
وهي دعوة لإعمال الفكر الخلاق الذي قد يوصلنا بالى الجديد والفاضل .
وفيما يخص الثقافة وثقافة
طلابنا فلا شك آن الثقافة العامة لمجتمعاتنا العربية هي في تراجع وهي مشكلة
تدخل في عموم البلوى، ويتعدد مسئوليها ،والمسئولية التي تلقى على أساتذة
ومشرفي الجامعات ومعلمي الناس بشكل عام، هي مسئولية عظيمة وذات دور رئيسي
وحيوي ،واعتقد جازما أن علينا مهام جسام تستوجب همم عالية ومزيدا من الجد
والاجتهاد في بناء ثقافتنا أولا وفي رفع ثقافة واهتمامات هذا الجيل ،الذي
يشغله ما لا يعد ولا يحصى من الأمور والأشياء سوى التعليم والعلم .وخلاصة
دعوتنا في هذه المقالة أننا دعاة علم وتعلم ونهضة وطنية لحفظ هذا الوطن من
الضياع وهذا الشعب من الاندثار ،فبالعلم نكون للمجتمع رافعة التغيير ودعامة
الصمود والثبات ،ونحن هنا لسنا في محاكمة للثقافة أو إلقاء اللوم عليها
بقدر ما نحاول أن نبحث عن ثغرة نسدها ومهمة نحملها ، نعم قد لا نستطيع أن
نحمل أساتذة الجامعات هذا الهم الكبير ولا نلقي عليهم مسئولية قد لا يكونوا
أصحابها أو لهم شركاء كثر فيها ، لكن وباختصار دعونا نحمل الراية من جديد
وننفض غبار التقليد ولنبدأ منكم أيها الأساتذة الكرام ،على أمل أن يلحق بنا
الوطن كله بدء من الآسرة إلى المدرسة ، ومرورا بأهل السلطة والمسئولية من
رأس النظام إلى باقي سلم الحكم والتحكم في بلادنا العربية ،وان كان الأمل
ما زال بعيدا على أن يلوح من أنظمتنا الرسمية لكنه أكيد سيرتفع ويلوح منهم
او عليهم هذا الامل إن حمل لواء العلم أهله وجاهدوا في رسالته ولم يكتفوا
بتكسب الرزق.
17/10/2010 م