1 لهذه الأسباب لا يضحك الجزائريون الخميس أكتوبر 27, 2011 5:08 am
نسيم الشرق
عضو فعالعنتر هلال: "يوجد لوبي يحتكر عملية الإنتاج في التلفزيون"
صالح أوڤروت: "مصيبة الكوميديا الجزائرية في كتّاب السيناريو"
أجمع منتجون ومخرجون وممثلون أن سبب
الأزمة التي تعرفها "الفكاهة" في الجزائر وتراجع مستوى أداء الفنانين في
السنوات الأخيرة مقارنة بازدهارها منذ مطلع الاستقلال، خاصة بعد أن أصبح
المشاهد الجزائري ينفر من مشاهدتها على قلتها و"سذاجتها" ويهرب إلى
الفضائيات من أجل إشباع رغبته في "المشاهدة" في الوقت الذي لا زالت العديد
من الأفلام الفكاهية التي أنتجت في السبعينيات والثمانينيات تشكل روائع
الشاشة الجزائرية ولا يمل الجزائري منها حتى بعد مرور عشرين سنة عن
إنتاجها... عن تراجع "الفكاهة" عندنا تحدث العاملون في حقل الكوميديا
لـ"الشروق".
- قاسي تيزي وزو: "فكاهيو هذه الأيام ابتعدوا عن القضايا الهادفة"
- انتقد
الفنان القدير قاسي تيزي وزو الأداء الفكاهي لهذا الجيل قائلا "ممثلو هذه
الأيام فشلوا في إضحاك المشاهد، وعيبهم أنهم يحاولون إضحاك الناس بالقوة،
والنتيجة أعمال لا ترقى للبث ولا للمشاهدة". - وقال
قاسي تيزي وزو "إن الممثل الفكاهي عليه أن يوظف قدراته الفنية بطريقة ذكية
حتى ينجح في أداء ادواره، ويتمكن من كسب المشاهد، وأرجع في سياق متصل سبب
تدهور الإنتاج الفكاهي في الفترة الراهنة بشكل خاص بعد العصر الذهبي الذي
دشن منذ مطلع الاستقلال مع المرحوم حسان الحساني ورويشد والحاج عبد الرحمان
وغيرهم إلى انسلاخ أبناء هذا الجيل الفني عن الجيل القديم الذي صنع مجد
السينما والكوميديا الجزائرية، وفيما كان فكاهيو "جيل رويشد" يحرصون على
تجسيد قضايا هادفة ومفيدة للمجتمع، تبنى هذا الجيل الفني "التهريج" سعيا
لإضحاك المشاهد، قائلا "حتى من خلال الاشهارات التي كنا نقدمها كانت بمثابة
نصائح وإرشادات للمواطن، وأذكر أن الرئيس الشاذلي بن جديد وجه لنا التحية
والشكر بعد تصويري رفقة بوبڤرة لإشهار ننصح المواطن بادخار أمواله في
مؤسسات الدولة المخصصة لذلك، وقال لنا إن خزينة الدولة امتلأت بفضل
الإشهار. - وأضاف
قاسي تيزي وزو أن بعض الممثلين من أبناء هذا الجيل على غرار صالح "جا
الماء" وكمال بوعكاز أصيبوا بـ"الغرور" وأصبحوا يحتقرون أعمدة الفن في
الجزائريين خاصة الراحلين منهم لأنهم لم يدرسوا الفن رغم أن أداءهم أحسن
مستوى من أداء هذا الجيل، وعاتب تهجم الممثل كمال بوعكاز لدى ظهوره في لقاء
تلفزيوني على الفنانين الذين يدرسوا في معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان
قائلا "بوبڤرة ورويشد لم يدرسوا التمثيل في المعهد ولكنهم برعوا في أداء
العديد من الأدوار التي لا زالت تشكل روائع السينما الجزائرية". - وأضاف
في سياق متصل، أن الأعمال المسرحية في السابق ـ في عهدهم ـ كانت تلعب
على مدار أربعة أشهر في المسرح الوطني والمدرجات مكتظة، غير أن الأعمال
المسرحية التي تنتج هذه الأيام تعرض والمسارح فارغة بسبب رداءتها. - صالح أوڤروت: "كتّاب السيناريو أصبحوا يلهثون وراء المال"
- قال
نجم الكوميديا الجزائرية الفنان صالح أوڤروت في تصريح لـ"الشروق"، إن
الحديث عن أزمة الكوميديا الجزائرية جد حساس في ظل المستوى الهابط الذي
شهدته في السنوات الأخير. - وأرجع
الفنان صالح أوڤروت في سياق متصل أسباب الأزمة التي تشهدها الساحة
الكوميدية الجزائرية في السنوات الأخيرة، مقابل جودتها ووفرتها في السابق
إلى ضعف الكتابات المقدمة في هذا المجال قائلا "مصيبة الكوميديا الجزائرية
في السيناريو، لأن أغلبية الكتابات المقدمة هي كتابات ضعيفة وليست في
المستوى، وبإمكان حتى الجالسين في المقاهي أداء أدوارها". - وأضاف
ذات المتحدث في ذات السياق "الساحة الفنية تتوفر على كم هائل من المواهب
وكاتب السيناريو هو الذي بإمكانه إخراج مخزون القدرات من الفنان، لكن وعلى
العكس، أصبح الممثل هو الذي يبذل مجهودات مضاعفة من أجل إضفاء لمسته وإنجاح
العمل". - ويعتقد
صالح أوڤروت أن تحسين نوعية الأعمال مرهون بتقديم كتّاب السيناريو لكتابات
عميقة وتتضمن شخصيات مركبة، تمكن الممثل من تجسيد واقعه الذي هو جزء لا
يتجزأ منه من جهة، وتحاكي المجتمع الجزائري. - عبد الرحمان ربعي: "منح الأدوار أصبح يخضع لمنطق المحسوبية"
- فتح
الممثل الكوميدي عبد الرحمان ربعي النار على الدخلاء على الساحة الفنية
والسياسة التي ينتهجها بعض القائمين على الإنتاج، واتهمهم بمنح الأدوار لمن
هب ودب على حساب المشاهد الجزائري، قائلا "البيروقراطية والمحسوبية مست كل
شيء في بلادنا ولم يسلم حتى الفن والسينما من ذلك". - وأوضح
عبد الرحمان ربعي قائلا: "قليلون هم المنتجون والمخرجون الذين يختارون
الممثلين من خلال عملية "الكاستينغ"، ولم تعد الموهبة شرطا في تقمص
الأدوار، وأعتقد أن هذا يكفي من أجل إفشال أي عمل منذ البداية". - ويرى
ذات المتحدث أن الساحة الفنية الكوميدية بشكل خاص تتوفر على مواهب وطاقات
كبيرة والنجوم الكوميدية التي أحبها المشاهد الجزائري أفضل دليل على ذلك،
رغم أن العديد من المواهب تم تهميشها وإقصاؤها قائلا: "أصبحنا نرى يوميا
وجوها جديدة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بمجال الفن في أدوار
بطولية، بينما أصبح الفنان الحقيقي يعاني التهميش والبطالة". - وذكر
عبد الرحمان ربعي أن قلة الإنتاجات الفكاهية هي بين أهم الأسباب التي كرست
تدهور مجال الكوميديا في الوقت الحالي، وأصبح المشاهد الجزائري ـ للأسف
ـ ينتظر شهر رمضان حتى يضحك، واقترح في سياق متصل استحداث سياسة إنتاج
جديدة من اجل تطويره. - ومن
جهة أخرى، ذكر عبد الرحمان ربعي أن العديد من الممثلين المحترفين وقعوا
ضحية النصوص البسيطة المتوفرة والتي نجدها في الغالب بعيدة عن الواقع
الجزائري، ونصح في سياق متصل المؤلفين بضرورة إجراء دراسة بسيكوسوسيولوجية
للمجتمع الجزائري حتى يتمكنوا من معرفة نفسية وشخصية المشاهد، فالكتابة
الحقيقية ـ حسبه ـ تستند إلى الحس الجماهيري وإلا فستكون فارغة من
المحتوى وبدون معنى. - وفي
تشخيصه لأسباب رداءة الأعمال المنتجة، اعتبر عبد الرحمان ربعي أن الرقابة
التي تتعرض لها الأعمال، حالت دون التطرق إلى الواقع الحقيقي للمواطن
الجزائري قائلا في هذا السياق "لهامش الحرية دور كبير في تطوير قطاع السمعي
البصري، غير أن ما يحدث لا يخدم مصلحة العمل الفني بشكل عام، حيث يشترط
التلفزيون عدم التطرق إلى بعض الأجهزة والشخصيات وهذا خطأ، لأنه لا يمكن
الوصل إلى المشاهد إذا أهملنا قضاياه الحقيقة". - المنتج يحيى مزاحم: "نحن ننتج فقط ولم نصل بعد إلى مرحلة الإبداع"
- أكد
المنتج يحيى مزاحم أن الساحة الفنية الجزائرية لا تفتقر إلى خلفاء "رويشد"
و"بوبڤرة" ولكن الأزمة التي يشهدها حقل السمعي البصري بشكل عام في الجزائر
تكمن في السياسة التي يوظفها القائمون على هذا المجال بشكل عام. - وأضاف
المنتج في سياق متصل "نحن ننتج حتى يكون هناك إنتاج فقط، ولم نصل بعد إلى
مرحلة الإبداع كما هو الحال في بقية الدول العربية، وذلك راجع لغياب المناخ
المساعد والمشجع على العمل"، وأوضح مزاحم في سياق متصل أن الإمكانات
المالية للمنتجين حالت دون تمكينهم من إخراج أعمالهم في المستوى وبالشكل
الذي يطمحون إليه، خاصة في ظل سياسة "آخر لحظة" التي ينتهجها التلفزيون،
حيث يخطر المنتجين بالموافقة على بداية تصوير العمل قبل موعد بثه في شهر
رمضان بشهر أو شهرين، بينما يقتضي الأمر التحضير للعمل سنتين على الأقل من
أجل الشروع في كتابة السيناريو واختيار الممثلين المعتمدين لتصوير العمل. - وأرجع
مزاحم سبب تراجع الكوميديا الجزائرية إلى غياب التشجيع والمستوى المادي
للعاملين في هذا المجال قائلا "أنا استرزق من الإنتاج، والشيء نفسه بالنسبة
لكاتب السيناريو، ولا يمكن لكلانا الإبداع في ظل هذه الظروف المعيشية". - وعلق
مزاحم على سياسة الإنتاج في الجزائر قائلا "على التلفزيون الجزائري أن
يتخلى عن سياسة "السوسيال" في الإنتاج وأن يمنح الفرصة فقط للمنتجين الذين
اثبتوا كفاءتهم في هذا المجال. - المنتج لخضر بوخرص: "نفتقر إلى حصص لتخريج المواهب"
- أشار
المنتج والممثل المعروف لخضر بوخرص إلى أن ضعف النصوص هو السبب الرئيسي
وراء الأزمة التي تشهدها الكوميديا في الآونة الأخيرة، وأنها المشكلة
الأولى التي يعاني منها المنتجون. - وإلى
جانب هذا ذكر صاحب "عمارة الحاج لخضر" أن افتقار الساحة الفنية إلى ممثلين
محترفين على الساحة الكوميدية مقابل تواجدهم بكثرة في المجال الدرامي بسبب
غياب الحصص المختصة في تخريج المواهب زاد من حدة المشكلة، وأضاف الحاج
لخضر قائلا "لو تمكنا من لمّ شمل المواهب المجودة في المناطق الداخلية لحلت
أزمة الفكاهيين"، قبل أن يضيف "لجوء العديد من نجوم الكوميديا إلى العمل
الفردي زاد في تدهور الأعمال من السيء إلى الأسوأ"، وأضاف لخضر بوخرص في
سياق متصل "أصبحت أخجل من التساؤلات التي يطرحهما المواطنون علي في الشارع
في كل مرة عن مضمون الأعمال التي تعرض حتى وإن لم تكن تعنيني". - وقال
من جهة أخرى إن التفاف المنتجين حول العمل الجاد هو الكفيل وحده للرقي
بالإنتاج الفكاهي والخروج من قوقعة "التهريج" التي أصبحت تخيّم على المشهد
الكوميدي في الجزائر. - وعن
أسباب غيابه عن الشاشة الصغيرة في الآونة الأخيرة، أكد هذا الأخير أن
مشاريعه جاهزة، لكن القائمين على التلفزيون أصبحوا يمنحون هذا النوع من
المشاريع لغير "أهل الحرفة" ـ حسبه ـ قبل أن يضيف "حتى وإن كانوا يرغبون
في منح هذه الأعمال لمن هب ودب فليس من المعقول أن يكون ذلك على حساب برامج
شهر رمضان". - عنتر هلال: "التهميش والبيروقراطية وراء غيابي عن التلفزيون"
- أرجع
الممثل عنتر هلال تراجع الحقل الكوميدي في الجزائر إلى المحسوبية
والبيروقراطية التي طغت على الإنتاج قائلا "يوجد لوبي يحتكر عملية الإنتاج
في التلفزيون، فيما يتولى القائمون عليه مهمة صرف أموال الدولة مقابل إنتاج
أعمال رديئة ولا ترقى إلى مستوى البث والمشاهدة". - وأكد
في سياق متصل أن على الدولة استحداث سياسة جديدة في حقل الإنتاج من أجل
الخروج من الدائرة المفرغة التي أفقدت الكوميديا الجزائرية خصوصياتها،
وأضاف عنتر هلال "النص هو لبّ العمل الفكاهي، غير أن افتقار الساحة الوطنية
لكتّاب هذا النوع من النصوص وسوء اختيار المواضيع كرّس التدهور الذي تشهده
الساحة الوطنية سنة بعد سنة". - وأوضح
عنتر هلال في سياق متصل قائلا "كتابة السيناريو الفكاهي مهمة وصعبة،
والسيناريو الجيد هو الذي من شأنه فتح المجال من أجل اكتشاف النجوم
والمواهب، والدليل أن العديد من الممثلين غير المعروفين تحولوا إلى نجوم
بعد توظيفهم في أعمال جيدة ومن طرف مخرجين أكفاء". - ومن
جهة أخرى، برر غيابه في السنوات الأخيرة عن المشاهد بسبب "التهميش"،
منتقدا الإقصاء الذي طال العديد من الوجوه الكوميدية من البرامج
التلفزيونية بحجة ضعف مستواهم التعليمي قائلا: "حتى في الجامعة الجزائرية
لا يوجد مستوى، فلماذا يحرم الفنان من العمل"، وضرب مثلا بالممثل والفكاهي
محمد بسام الذي سبق ان نشط العديد من الحصص الناجحة ـ حسبه ـ غير انه همش
في السنوات الأخيرة. - كمال بوعكاز: "الممثل الجزائري لم تعد له رغبة في الاجتهاد"
- ذكر
الوجه التلفزيوني المعروف كمال بوعكاز، أن سبب عزوف المشاهد الجزائري عن
الإنتاج المحلي هو ارتقاء ذوقه مقابل الأعمال الرديئة التي يبثها التلفزيون
الجزائري. - وأضاف
كمال بوعكاز في سياق متصل أن الممثل الجزائري أصبح لا يملك رغبة للعمل ولا
لتطوير قدراته الفنية في ظل الظروف الاجتماعية السيئة التي يعيشها، خاصة
أن التكوين الذي يتلقاه الممثلون في المعاهد ليس كافيا وأصبح لزاما على هذه
المواهب أن تجري تربصات من أجل مواكبة التطور الحاصل في المجال السمعي
البصري. - وانتقد
كمال بوعكاز إسناد مهمة الإنتاج إلى دخلاء على العمل الفني قائلا "لقد
سيطر التجار على الإنتاج الفكاهي ولا يهم هذه الشريحة الدخيلة على الفن
نوعية العمل، والمهم بالنسبة لهم إكماله في أجل محدد وتسليمه للتلفزيون". - وقال
بوعكاز إن الحل سيكون باستحداث لجنة قراءة على مستوى التلفزيون، تتمحور
مهمتها في الاطلاع على هذه الاعمال وتحديد ان كانت صالحة للبث ام لا بعيدا
عن سياسة الـ"بني عميست".