1 مليون صوت جزائري يسيل لعاب مرشحي الرئاسة الفرنسية الأحد أكتوبر 30, 2011 4:52 am
نسيم الشرق
عضو فعالالصحافة الفرنسية التي أعربت صراحة عن تخوفها من تراجع مقروئيتها بعد أن بلغ مسلسل الربيع العربي الطويل آخر حلقاته بعد مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي عادت الآن لتتنفس اطمئنانا مع بداية العد العكسي للانتخابات الرئاسية الفرنسية الحاسمة التي ستعين الرئيس الفرنسي الجديد منذ السادس من شهر ماي القادم...
حيث بدأ الصراع وصار مؤكدا أنه ثنائي بين الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي ورئيس الحزب الاشتراكي فرانسوا هولند، فبينما أعلنها رئيس الحزب الاشتراكي صراحة أنها بداية ولن يكون لها نهاية سوى بعد الفوز بكرسي الإليزي، عاد ساركوزي بعد الهمّ الأوروبي والأزمة الاقتصادية الأوروبية الخانقة وأزمة اليونان ليدلي سهرة الخميس بحوار طويل للقناة الفرنسية الشهيرة تي .آف.آن، حيث قدم حملة انتخابية كاملة رغم أنه عندما سٌئل في ذات الحصة عن ترشحه للرئاسيات، ردّ بأن الأمر مؤجل إلى غاية شهر فيفري من العام القادم.
الغريب أن لوبيات المال واللوبيات الإيديولوجية بما فيها اليهودية بدأت حراكها لتجد لنفسها مكانا مع الرئيس القادم، ومازال الجزائريون أو الذين من أصول جزائرية وبعض الإحصاءات تقدرهم بقرابة ثلاثة ملايين، أي أنهم الأكبر على الإطلاق غير معنيين باللعبة السياسية رغم أهميتها في حياتهم، وإذا كان الحزب الشيوعي هو الأقرب للجزائريين بسبب تقربه الدائم من مشاكلهم وأيضا من تاريخهم، لكن المشكلة أن حظوظه معدومة رغم أن جريدته لومانيتي قدمت في شهر أكتوبر الحالي ما لم تقدمه حتى صحف وطنية جزائرية، عندما نشرت بيانا للحزب الإشتراكي يطالب بالإعتراف بجريمة الحرب التي وقعت في باريس في نهر السين عام 1961م، وقدمت على مدار أسبوع كامل ملفات عن الجرائم الفرنسبة في حق الجزائريين، وقال كاتبو الملفات أنهم يخجلون من هاته الجرائم، لكن يبقى ما قام به الحزب الإشتراكي القوي والمحرج لساركوزي ايضا مهم، فبينما غرق نيكولا ساركوزي في المشاكل الداخلية، إذ لم يحدث وأن شهدت فرنسا في عهده إضطرابات كما عاشتها في الشهر الأخير، حيث شُلّت عدة قطاعات بسبب الإضرابات من نقل بكل فئاته الحديدية والميترو والطائرات والتعليم وقطاع الصحة، كما بدا منشغلا أيضا بمولودته الجديدة، لأنه أول رئيس في تاريخ فرنسا أنجب مولودا، ناهيك عن المشاكل الأوروبية الإقتصادية والمالية التي أجبرته على السفر إلى ألمانيا وإقامة شبه توأمة مع ألمانيا، إضافة إلى حشره للأنف الفرنسي في الشؤون العربية مثل ليبيا وسوريا، وهو ما جعل فرانسوا هولند يستغل الفرصة كاملة ويشتغل لصالحه، وهو ما جعل كل عمليات سبر الآراء لصالحه في المدة الأخيرة.
فرانسوا هولند الذي صار مناصروه ينادونه بالرئيس، هو أكبر من نيكولا ساركوزي سنا بعام واحد، فهو من مواليد عام الثورة الجزائرية 12 أوت 1954 في روان، وقد رأى منذ دخوله معترك السياسة المراهنة على الجزائر التي زارها في 14 ديسمبر من السنة الماضية، وقال أنه لا يريد أصوات الجزائريين وإنما قلوبهم، فرانسوا هولند الذي مكث يومين بدعوة من حزب جبهة التحرير الوطني كان أيضا في حملة إنتخابية ليكون مرشح الحزب الإشتراكي، فسافر إلى الجزائر وترك منافستيه في الحزب سيغولين روايال ومارتين أوبري تصطادان الأصوات في الأحياء الباريسية الفقيرة ومنها بارباس معقل الجزائريين، وخلال قدومه إلى الجزائر، استقبله الرئيس الأول للجزائر أحمد بن بلة المشهور بكونه لا يلتقي أبدا الساسة الفرنسيين في بيته، وقال عنه هولند كلاما جميلا كرمز للجزائر، وقال أنصار هولند أن الجزائر استقبلت هولند مثل الرؤساء في غياب الرئيس بوتفليقة الذي كان في ألمانيا، رغم أن أنصار ساركوزي يذكرون دائما والد هولند وهو طبيب مختص في امراض الأذن والأنف، والذي كان من دعاة"الجزائر فرنسية"، لكن هولند بقي على عهده، وقال ميشال ريبس، عضو فاعل في حزبه للشروق اليومي أنه سيزور الجزائر قبل الإنتخابات الرئاسية، معترفا بأنها ستكون حملة إنتخابية. مع الإشارة إلى أن دومينيك ستروس قبل اهتزاز عرشه بالفضيحة الأخلاقية، وأيضا مانيال فالس زارا الجزائر قبل زيارة فرانسوا هولند، لذا هولند جعل من بين 12 عضوا قويا في حزبه الذين يعتمد عليهم عضوان من مواليد الجزائر، أحدهما هو قادر عريف، وهو برلماني أوروبي ولد في الثالث من شهر جولية 1959 بالجزائر العاصمة، وهو اب لأربعة ابناء من زوجته الجزائرية، قادر عريف المهندس المعماري كان رفقة هولند في زيارته للجزائر وانضم للحزب الإشنراكي منذ عام 1983 وهو مختص في العلاقات الدولية، خاصة المتوسطية، ويقال انه حاليا الرقم الثالث في الحزب، أما الرجل الثاني القوي في الحزب من أصول جزائرية فهو فوزي لمداوي من مواليد 14 نوفمبر 1962 في قسنطينة، مهندس في الإعلام الآلي، انضم للحزب الاشتراكي منذ عام 1992م، ويشغل حاليا نائب رئيس بلدية أرجونتاي، ويعتمد عليه فرانسو هولند ويسميه مستقبل الحزب، والمتكهنون يقولون أن زمن قيادة الإليزيه من طرف رئيس من أصول جزائرية لن يزيد عن العشرين سنة، وسيكون من هذا الحزب المزدحم بالأسماء الجزائرية الأصل.
أما عن ساركوزي الذي راهن على فقراء فرنسا في حملته الإنتخابية السابقة، فإنه بالتاكيد لن يفعلها بعد أن كانت عهدته سوداء على المهاجرين، وخاصة الجزائريين، عندما قامت فرنسا العام الماضي بطرد 30 ألف مهاجر، وسيبلغ الرقم مع نهاية العام الحالي 2011 قرابة الأربعين الفا، معظمهم من الجزائريين الذين لا يمتلكون بطاقات إقامة، من دون نسيان بعض القرارات التي أحرجت الجزائريين وفهموا منها انهم هم المقصودون مثل منع ارتداء الحجاب الإسلامي في أماكن العمل والدراسة، وايضا النقاب في الأماكن العمومية، والنداء بسحب الجنسية، وغيرها من القرارات والتهديد بقرارات اخرى تعني المهاجيرين عموما والجزائريين خصوصا.
استطلاع "الشروق" في معاقل الجزائريين، كشف حقيقة اللامبالاة النابع من إجماع الكل بأن ما يقوله المترشحون هو مصيدة من أجل جمع الأصوات لا غير، وقالوا أن لهم تجارب عديدة مع الداعين لدمج الجزائريين ومساعدتهم، وبمجرد بلوغهم مرادهم ينسونهم تماما، رغم أن رمي فرانسوا هولند باقة زهور في نهر السين بمناسبة ذكرى قتل الجزائريين في 17 أكتوبر 1961م هو عمل لا ينسى من أول المترشحين للرئاسيات الفرنسية وربما الرئيس القادم لفرنسا.