1 الثوب الداكن المثقوب بالدكانة ! الثلاثاء فبراير 08, 2011 11:59 am
alg-34
مراقب عام[size=25][size=25]
[size=21]البرد
كان قارسا وموجعا. على الرصيف ظل قابعا طيلة ذاك اليوم. ملابس ممزقه تكسو
جسده النحيل. ومن بين الثقوب في الثوب الداكن يطل لون بشرته القمحي الأفتح
نسبيا. تتسلل من خلالها أنياب البرد الثلجيه تتغلغل حتى عظامه
ظل يفرك ركبتيه راعه منظر جلد فخذيه مطلا بين الفتحات في بنطاله الممزق كأنها بشرة طائر ذبيح منتوف الريش
أخذ ينفخ في يديه بحثا عن بعض الدفء لمح لون أصابعه يتدرج مابين الشحوب والزرقه
كانت الأمطار تتساقط في إيقاع رتيب يتخللها أحيانا فاصل من السعال الجاف
حاول أن يكور جسده حتى يقلل نسبة السطح المعرض للبرد بأن يثني جذعه ويضع
رأسه بين ركبتيه فانحسرت ثيابه عن ظهره وشعر بخيوط من الثلج تتشابك مثل
نسيج العنكبوت فوق ظهره العاري فسرت الرعشة في أوصاله
الجو كان غائما والرؤية تنحسر مع اقتراب المساء ... أين سيقضي ليلته السوداء؟
إقترب منه شبح رجل ضخم يرتدي معطفا صوفيا ويلف رقبته بكوفية سميكة فانتابه الخوف
تابعه بعينين مذعورتين
تجاوزه الرجل في اشمئزاز متوجها إلى صندوق قريب ألقي فيه بكيس كبير من البلاستيك ممتليء بالقمامه
راودته الفكره بمجرد انصراف الرجل
توجه إلى الصندوق ذو الرائحة البشعه وأفرغ الكيس
حاول أن يغطي الفتحات في ثوبه الممزق آملا أيضا أن تحجب مادته البلاستيكية المزيد من البلل
شعر ببعض الدفء لكن مالبث الهواء أن تسلل إلى داخل الكيس فانتفخ قليلا
هبت عاصفة ثلجية فأطاحت بالكيس بعيدا
لم يستطع ملاحقتها منزلقا على الرصيف المبتل حين اختل توازنه
إلتوى كاحله الأيمن أسفل جسده
شعر بآلام مبرحة وانهار مغشيا عليه
----------------------------------------
ظل يرتعش طيلة تلك الليله
مزيد من الهواء البارد يتسلل من خلال الفتحات بملابسه الممزقه
إتكأ على الحائط متجها نحو مدخل إحدى العمارات محتميا من الصقيع
سقط منهكا أسفل درجات السلم
ظل يطارد لحظات من إغفاء صعب المنال
داهمته الكوابيس في اللحظات الخاطفة التي فلح في اقتناصها من النوم
في الصباح البكر رصد إيقاع خطوات صغيره تهبط درجات السلم
ما أن أفاق من أحد الكوابيس المرعبه حتى دهمته سيقان صغيرة لبضعة أطفال إرتطمت به
سقطت فوقه حقائبهم المكدسة بالكتب والسندوتشات
كتم في أعماقه صرخة الألم المنبعث من كاحله الأيمن
تصاعد صراخ الأطفال واندفعوا يهرولون إلى خارج العمارة في ذعر
تبعهم صوت سيدة كانت تصحبهم في انتظار حافلة تقلهم إلى المدرسه
إنهالت عليه بالسباب والشتائم لتسببه في فزع الأطفال
نهض في تثاقل مستندا على الحائط وفي عينيه نظرة اعتذار واسترحام
إستلقى أمام إحدى البنايات القريبه مبتعدا عن سخط السيده
أخذ الأطفال يثرثرون ويتضاحكون حتى وصلت حافلة المدرسه
صعدوا الحافلة في بطء وهم يشيرون نحو الرجل
نهرهم السائق مستعجلا الصعود
إنطلق مسرعا كي يجمع باقي زملائهم
مرت السيارة في بركة من ماء الأمطار
كان الماء مختلطا بالطين
أزاحت عجلات الحافلة الضخمه المياه الراكدة أسفل الرصيف
تناثرت المياه إلى أعلى
غمر الطين الجسد المذعور القابع فوق رصيف الشارع
إكتست الأجزاء العاريه الأفتح نسبيا من جلده قمحي اللون
والأجزاء الداكنة الغير ممزقه
بخليط من وحل الأمطار
إختفت الثقوب تماما من الثوب الداكن
صارت لونا واحدا
خالصا متجانسا من طمي أسود
...مثل حياته!
[/size][/size][/size]
[size=21]البرد
كان قارسا وموجعا. على الرصيف ظل قابعا طيلة ذاك اليوم. ملابس ممزقه تكسو
جسده النحيل. ومن بين الثقوب في الثوب الداكن يطل لون بشرته القمحي الأفتح
نسبيا. تتسلل من خلالها أنياب البرد الثلجيه تتغلغل حتى عظامه
ظل يفرك ركبتيه راعه منظر جلد فخذيه مطلا بين الفتحات في بنطاله الممزق كأنها بشرة طائر ذبيح منتوف الريش
أخذ ينفخ في يديه بحثا عن بعض الدفء لمح لون أصابعه يتدرج مابين الشحوب والزرقه
كانت الأمطار تتساقط في إيقاع رتيب يتخللها أحيانا فاصل من السعال الجاف
حاول أن يكور جسده حتى يقلل نسبة السطح المعرض للبرد بأن يثني جذعه ويضع
رأسه بين ركبتيه فانحسرت ثيابه عن ظهره وشعر بخيوط من الثلج تتشابك مثل
نسيج العنكبوت فوق ظهره العاري فسرت الرعشة في أوصاله
الجو كان غائما والرؤية تنحسر مع اقتراب المساء ... أين سيقضي ليلته السوداء؟
إقترب منه شبح رجل ضخم يرتدي معطفا صوفيا ويلف رقبته بكوفية سميكة فانتابه الخوف
تابعه بعينين مذعورتين
تجاوزه الرجل في اشمئزاز متوجها إلى صندوق قريب ألقي فيه بكيس كبير من البلاستيك ممتليء بالقمامه
راودته الفكره بمجرد انصراف الرجل
توجه إلى الصندوق ذو الرائحة البشعه وأفرغ الكيس
حاول أن يغطي الفتحات في ثوبه الممزق آملا أيضا أن تحجب مادته البلاستيكية المزيد من البلل
شعر ببعض الدفء لكن مالبث الهواء أن تسلل إلى داخل الكيس فانتفخ قليلا
هبت عاصفة ثلجية فأطاحت بالكيس بعيدا
لم يستطع ملاحقتها منزلقا على الرصيف المبتل حين اختل توازنه
إلتوى كاحله الأيمن أسفل جسده
شعر بآلام مبرحة وانهار مغشيا عليه
----------------------------------------
ظل يرتعش طيلة تلك الليله
مزيد من الهواء البارد يتسلل من خلال الفتحات بملابسه الممزقه
إتكأ على الحائط متجها نحو مدخل إحدى العمارات محتميا من الصقيع
سقط منهكا أسفل درجات السلم
ظل يطارد لحظات من إغفاء صعب المنال
داهمته الكوابيس في اللحظات الخاطفة التي فلح في اقتناصها من النوم
في الصباح البكر رصد إيقاع خطوات صغيره تهبط درجات السلم
ما أن أفاق من أحد الكوابيس المرعبه حتى دهمته سيقان صغيرة لبضعة أطفال إرتطمت به
سقطت فوقه حقائبهم المكدسة بالكتب والسندوتشات
كتم في أعماقه صرخة الألم المنبعث من كاحله الأيمن
تصاعد صراخ الأطفال واندفعوا يهرولون إلى خارج العمارة في ذعر
تبعهم صوت سيدة كانت تصحبهم في انتظار حافلة تقلهم إلى المدرسه
إنهالت عليه بالسباب والشتائم لتسببه في فزع الأطفال
نهض في تثاقل مستندا على الحائط وفي عينيه نظرة اعتذار واسترحام
إستلقى أمام إحدى البنايات القريبه مبتعدا عن سخط السيده
أخذ الأطفال يثرثرون ويتضاحكون حتى وصلت حافلة المدرسه
صعدوا الحافلة في بطء وهم يشيرون نحو الرجل
نهرهم السائق مستعجلا الصعود
إنطلق مسرعا كي يجمع باقي زملائهم
مرت السيارة في بركة من ماء الأمطار
كان الماء مختلطا بالطين
أزاحت عجلات الحافلة الضخمه المياه الراكدة أسفل الرصيف
تناثرت المياه إلى أعلى
غمر الطين الجسد المذعور القابع فوق رصيف الشارع
إكتست الأجزاء العاريه الأفتح نسبيا من جلده قمحي اللون
والأجزاء الداكنة الغير ممزقه
بخليط من وحل الأمطار
إختفت الثقوب تماما من الثوب الداكن
صارت لونا واحدا
خالصا متجانسا من طمي أسود
...مثل حياته!
المصدر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]